
نواكشوط – "السدنة":
انتخب الشاعر أحمد ولد الوالد رئيسا لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين وذلك في المؤتمر العام الثاني عشر للاتحاد المنظم اليوم الخميس (13-11-2025) بقصر المؤتمرات المختار ولد داداه بالعاصمة نواكشوط، وسط حضور حاشدة لأعضاء الاتحاد.
وفاز ولد الوالد بإجماع يقارب نسبة المائة بالمائة (فمن أصل 317 حصل على 273 صوتا مقابل صوتين ضد و3 أصوات محايدة).
وبذلك يصبح ولد الوالد خامس رئيس للاتحاد منذ تأسيسه عام 1976.
ويخلف ولد الوالد في هذا المنصب الشاعر العلامة الشيخ د. الخليل النحوي، الذي لم يترشح لمأمورية ثانية.
وجدد المؤتمر انتخاب الشاعر عبد الله السالم ولد المعلا رئيسا للمجلس الاستشاري للاتحاد، فيما أعيد انتخاب الشاعر محمد الأمين ولد النن رئيسا للمجلس الأعلى للاتحاد.
وتم انتخاب الشاعر محمد الأمين ولد بكات أمينا عاما للاتحاد.
ويتألف المكتب التنيفذي للاتحاد من 21 عضوا.
ونظم المؤتمر تحت إشراف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان د. الحسين ولد مدّو، وذلك تحت شعار "القلم حارسا لقِيم الإخاء والمواطنة".
ووجه المؤتمرون رسالة شكر إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغواني، أشادوا فيها بالدعم الذي يحظى به الاتحاد.
وفي خطابه بالمناسبة، قال وزير الثقافة الحسين ولد مدو إن "إن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ظل دائما بيت الكلمة الوطنية، الذي احتضن الأصوات كلها، من الشاطئ إلى الضفة ومن التلال إلى الهضاب ومن أنگيم إلى آفطوط ومن البوادي إلى المدن، في تناغم يليق ببلدٍ صاغ وجدانه الشعرُ، وتغنّى به التاريخُ، وتسامى به الحرفُ حتى غدا جزءًا من كينونته الوجودية".
وقال إنَّ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أولى للأدب والثقافة عناية خاصة "إدراكًا منه بأن نهضة الأمم تُقاس بالدرجة الأولى بوهج فكرها، وعمق أدبها".
وأضاف بأن وزارة الثقافة "تبذل كل جهودها من أجل إعادة حضور الأدب والثقافة في حياتنا العامة إلى سابق عهدهما، من خلال تشجيع التظاهرات الأدبية والثقافية، ودعم حركة النشر والتأليف، وتوسيع دائرة الفعل الثقافي في كل ولايات الوطن، حتى تكون الكلمة حاضرة في كل بيت ومدرسة، كما كانت في كل خيمة ومحظرة".
وقال الوزير: "نؤمن بأن الكتابة مسؤولية وطنية، وأن الأديب، في زمن التحولات، هو البوصلة التي تذكّر الناس بجوهرهم، وتحفظ للغة مكانتها، وتبث في النفوس المعنى حين تكثر الضوضاء. فالأدب هو الذي يصوغ مشاعر الأمة، ويمنحها صوتها، ويحول الألم إلى إبداع، والحنين إلى وعي، والاختلاف إلى تناغم".
ومن جانبه، شكر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، الدكتور الخليل النحوي، الحضور على تلبية الدعوة والمشاركة في فعاليات المؤتمر، مثمنا العناية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للثقافة ودعم الأدب والأدباء.
وأشار إلى أن ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية من تأليف وبرامج وأنشطة أدبية وثقافية مكّن الاتحاد من الحصول على مقر رسمي ومقهى للأدباء يحتضن الفعاليات الثقافية والأدبية.
وأضاف أن المؤتمر يشكل مناسبة لاستذكار الأدباء والكتاب الموريتانيين الذين رحلوا عن دنيانا، مخلفين مسيرة من العطاء تنير درب الأجيال اللاحقة في الاتحاد.
أما الرئيس الجديد للاتحاد أحمد ولد الوالد فقد أكد في كلمته بمناسبة انتخابه " أنه يحمل هو وزملاؤه في المكتب التنفيذي المنتخب "مشروعاً متكاملاً للنهوض بالأدب الموريتاني".
وبين أن هذا المشروع يرتكز على أربعة محاور كبرى هي : الاستثمارُ الثقافي: تحويل الإبداع إلى طاقة اقتصادية، وجعل المنتج الأدبي موردًا ورافدًا للتنمية لا عبئًا عليها، ومواصلةُ الإشعاع الثقافي الخارجي: من خلال ترجمة الأعمال وإقامة المعارض والمهرجانات والندوات التي تبرز وجه موريتانيا الثقافي المشرق، وتحويل تراثنا إلى مادة عالمية قابلة للتداول والاحتفاء، والاعتبارُ الماديُّ والمعنوي للأديب: عبر تحسين وضعه الاجتماعي، وتوفير الحماية القانونية والرعاية المستحقة لرموز الفكر.
وقال ولد الوالد: "لقد عزز إيماننا بهذا الطريق، ما تنعم به بلادنا من انفتاح وشفافية، وما لمسناه من فهم عميق لرسالة الأدب وتقدير لدوره المحوري في التنمية المتوازنة، جسده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني، بالدعم السخي الذي حظي به الاتحاد، وإن هذه الرعاية تؤكد أن الدولة ترى في الأديب مهندس الوعي وموجه العقول ونبراس الأفهام ومنير الطريق نحو غد مشرق".
وأعلن الرئيس الجديد لاتحاد الأدباء عن إطلاق "جائزة الاتحاد للإبداع الأدبي" باسم الاتحاد، لتكون منارة تقدير سنوية للمتميزين من فرسان الكلمة"، وكذلك العملُ على نشر الموسوعة الكبرى للأدب الموريتاني.
وتم خلال الحفل تكريم معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، تقديراً لما أولاه من دعم للأدب والتأليف منذ توليه المنصب، كما كُرِّم عدد من الوزراء السابقين للثقافة من طرف اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، عرفانا بإسهاماتهم في دعم الأدب والأدباء.
وشمل التكريم أيضاً عددا من الأدباء الذين ساهموا في تأسيس الاتحاد، إضافة إلى تكريم خاص لقيادة الأركان العامة للجيوش، تقديرا للشراكة التي أثمرت عن تنظيم مسابقة لكتابة نشيد الجيش الوطني، حيث تم تكريم الفائزين فيها خلال الحفل.
كما تم تكريم الفائزين في مسابقة “القلم والقيم” في دورتَيْها الثانية والثالثة، اعتزازا بعطائهم الأدبي وتميّزهم الإبداعي.

