
في خطوة تحمل رمزية سياسية وتاريخية استقبل رئيس النيجر الجنرال عبد الرحمن تشياني أول أمس السبت في القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي أعضاء اللجنة الخاصة المكلفة بإعادة كتابة تاريخ البلاد، في لقاء مغلق لم يُدل بعده بأي تصريحات رسمية، مما أثار تساؤلات بشأن دلالاته وتوقيته.
خلف الأبواب المغلقة.. لقاء يثير الجدل
الاجتماع -الذي أُجري بعيدا عن عدسات الإعلام- حضره رئيس الوزراء وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب شخصيات بارزة من المجلس الوطني لحماية الوطن، الهيئة العسكرية التي تتولى إدارة البلاد منذ الانقلاب على الرئيس السابق محمد بازوم.
وقد أضفى هذا الحضور الرسمي المكثف طابعا استثنائيا على اللقاء، خاصة في ظل غياب أي توضيحات بشأن مخرجاته أو طبيعة النقاشات التي دارت خلاله.
كتابة التاريخ من منظور نيجري
وتضم اللجنة -التي يرأسها البروفيسور مايكرما زكاري- نخبة من الأكاديميين والمؤرخين، وقد شُكلت بقرار رئاسي لإعداد "التاريخ العام للنيجر" برؤية محلية خالصة تهدف إلى تجاوز الروايات الاستعمارية التي طبعت سردية البلاد لعقود.
وتسعى اللجنة إلى توثيق الأحداث التاريخية من منظور يعكس تنوع الشعب النيجري وثقافاته، ويُبرز دور الأجداد في بناء الهوية الوطنية.
استعادة الهوية في لحظة انتقالية
وتأتي هذه الخطوة في سياق توجه أوسع للسلطات الانتقالية نحو تعزيز السيادة الثقافية واستعادة السرد الوطني، حيث شهدت نيامي مؤخرا إعادة تسمية عدد من الشوارع والميادين التي كانت تحمل أسماء مرتبطة بالموروث الاستعماري الفرنسي.
ويرى مراقبون أن إعادة كتابة التاريخ في هذا التوقيت تحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن النيجر تسعى إلى إعادة تعريف ذاتها بعيدا عن تأثيرات الماضي، وبما ينسجم مع المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
المصدر: الجزيرة