إعلانات

موريتانيا تصادر الدراجات النارية وسط غموض رسمي حول الأسباب

أربعاء, 17/09/2025 - 17:00

 

أطلقت السلطات الموريتانية حملة واسعة لمصادرة الدراجات النارية، مبررة القرار بدواعٍ تتعلق بالأمن العام، دون توضيح رسمي للأسباب.

وقد صادرت الشرطة خلال الأيام الأخيرة عشرات الدراجات، في إطار إجراءات تهدف إلى الحد من تفاقم حوادث السير وأعمال الإجرام المرتبطة باستخدام هذه الوسائط.

وقال رئيس حركة “كفانا” يعقوب أحمد لمرابط عبر صفحته على فيسبوك، إن الحركة ناقشت أمس مع مسؤولين في وزارة النقل قضية الدراجات، ليتفاجؤوا بعدم علمهم الكامل بتفاصيل الملف، وفق تعبيره.

من جانبه، قال الشيخ أحمد ولد محمد، سائق دراجة نارية، في تصريح لقناة “صحراء 24” إنه تضرر من هذا القرار، فبعد توقيفه أصبح عاطلاً عن العمل ولم يعد قادراً على تحصيل قوت يومه.

وأضاف: “بعد أن دفعت الضرائب وسجلت المخالفات، أوقفوني دون سابق إنذار، فتوقف رزقي ولا أستطيع إيجاد بديل، وحتى لو وجدته سيصادر أيضاً”.

وطالب أشريف أحمد باريه، وهو أحد المتضررين، الجهات المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية “بإطلاق دراجاتهم ليتسنى لهم مواصلة العمل بطريقة سلمية والعيش دون خسارة زبنائهم”، شأنه شأن كثير من أقرانه الذين يعانون من البطالة، والتي تشير الأرقام الرسمية إلى بلوغها نسبة 37% في صفوف شباب موريتانيا.

و يقول الخبير الأمني محمد محمود الداه في تصريح لقناة “صحراء 24” إن الحكومة لم توضح الأسباب في بيان رسمي، مشيراً إلى أن مثل هذه الإشكالات “تتكرر دائماً وتظل نتائجها سلبية”.

واعتبر الخبير أن الدوافع الأمنية “تبدو جديدة”، خاصة في نواكشوط إذ تنتشر ظاهرة حوادث الدراجات، التي كثيراً ما تُعرّض أصحابها لإصابات خطيرة.

وأضاف أن صعوبة ضبط عدد الدراجات ومعرفة أصحابها تسهّل استخدامها في ارتكاب الجرائم، كما يحدث في بعض الدول الإفريقية المجاورة.

وأشار الخبير إلى أن الحل يكمن في وجود نية واضحة لضبط وتنظيم القطاع، خاصة أن خدمات التوصيل من مطاعم ووجبات وغيرها ساعدت في حل الكثير من المشاكل.

وأكد أن بالإمكان التوفيق بين البعد الأمني وحرية التنقل، عبر وضع حد أقصى لعدد الدراجات لتسهيل متابعتها أمنياً وقانونياً، مما يسمح للشباب بالاستمرار في عملهم مع ضمان السيطرة عليها.

وتآلف سكان العاصمة على مشاهد أصحاب الدراجات النارية يجوبون شوارع نواكشوط ليل نهار، معتمرين خوذاتهم، ومحمّلين صناديق دراجاتهم بطلبات العملاء من طعام ودواء.

كما تستخدم الدراجات أيضاً من قبل عصابات في بعض مناطق العاصمة للسرقة ومطاردة الأشخاص في أوقات متأخرة من الليل.

وكان ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولوا مايو الماضي؛ مقاطع تُظهر مجموعة من شباب التوصيل يشكون “تعرضهم للاعتداء والسلب من حين إلى آخر من قبل عصابات الدراجات النارية”.

المصدر: صحراء ميديا