إعلانات

يوميات مسافر إلى غزة... اليوم الأول

خميس, 11/09/2025 - 21:46

عبد الله الشيخ سيديا

 

 

بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم

صباح مفعم بالحيوية بعد انتظار لأيام في الميناء الوديع لبلدة "أوغوستا" في جزيرة صقلية في أقصى الجنوب الإيطالي يتحرك أسطول صغير ليس لغزو مدن الساحل جنوب البحر المتوسط كما كان دأب الأساطيل الرومانية القديمة إنما لفك الحصار عن إحدى أجمل مدن جنوب المتوسط التي حولها مغول العصر إلى مقبرة كبيرة !!!!

غزة التي كانت مقبرة للتتار في عين جالوت تقتل اليوم بسلاح الأعداء وصمت الإخوة المتخاذلين!!

لم يكن هذا القارب الصغير الذي يحمل إسم الطفلة الغزاوية الشهيدة شام في الأصل معدا للسفر عبر البحر ، كان مجرد قارب صيد عادي جرى تحويله ليقل نشطاء جمعتهم الإنسانية رغم أن الدين والعرق واللغة تفرقهم !!!

لكن العلم الفلسطيني بات أكثر جاذبية هنا من أي علم آخر في الدنيا .

قائد القارب هو قبطان أسترالي متطوع سنعود للحديث عنه مفصلا في هذه اليوميات أما المسافرون فهم خليط عجيب من البشر وحدهم الدافع لكسر الحصار عن غزة العزة .

نقابي فرنسي في الخمسينات من عمره موفد من كبرى النقابات العمالية الفرنسية CGT ليكون ممثلها في رحلة كسر الحصار ترك خلفه زوجة وأولادا هناك في تولوز يصرخ بأنه يفتقدهم لكنه مؤمن بعدالة هذه القضية وسيناضل من أجلها حتى النهاية !!

ومن بين خليط الإنسانية العجيب هذا ناشطة بيئية جنوب إفريقية بيضاء شبت بين ضواحي كيب تاون وبريتوريا وتعرف معنى الفصل العنصري وتدرك بأن مايحدث في غزة أفظع بكثير من سياسات "لابارتايد " التي ابتكرها أسلافها لاضطهاد سكان جنوب إفريقيا الأصليين"

انطلاقا من هذه المظلمة التاريخية تبحر هذه الناشطة الجنوب إفريقية إلى غزة وهي تدرك تماما أنها قد لاتعود لكنها تردد دائما "لسنا أفضل من أولائك الضحايا تلك الأمهات الثكالى والأرامل واليتامى من الأطفال المجوعين في غزة"

يتواصل