اعتبرت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا، اليوم الخميس، أنّ حرب إسرائيل في غزة تمثل "إبادة جماعية"، لتكون أول مسؤول في المفوضية يوجه هذا الاتهام المباشر. وأضافت ريبيرا، خلال كلمة في افتتاح العام الدراسي بجامعة العلوم السياسية في باريس، أنّ "الإبادة الجماعية في غزة تكشف تقاعس أوروبا عن التحرك والتحدث بصوت واحد، حتى في وقت تنتشر فيه الاحتجاجات بالمدن الأوروبية، ويطالب فيه 14 عضواً في مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار".
وتمثل ريبيرا ثاني أرفع منصب في المفوضية بعد رئيستها أورسولا فون ديرلاين، وتشمل مهامها قضايا المناخ ومكافحة الاحتكار، لكنها لا تضطلع مباشرة بملف السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. وتُعد تصريحات المسؤولة الإسبانية هذه الأقوى حتى الآن، بعد أن قالت الشهر الماضي إن النزوح والقتل في غزة "يشبهان إلى حد بعيد" الإبادة الجماعية. وبينما تتهم المفوضية الأوروبية إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان في غزة، فإنها امتنعت حتى الآن عن اتهامها بالإبادة.
وتشدد العديد من دول التكتل، بما فيها ألمانيا، على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، فيما تندد دول أخرى على غرار إسبانيا منذ عدة أشهر بما تقول إنها "إبادة" بحق الفلسطينيين في غزة. وتعرقل هذه الانقسامات أي تحرّك أوروبي حيال القضية. وفي أواخر يونيو/ حزيران الماضي، رأت المفوضية الأوروبية أن إسرائيل تنتهك مادة في اتفاقية الشراكة مع التكتل تتعلق باحترام حقوق الإنسان.
واقترحت رداً على ذلك تعليق جزء من التمويل الأوروبي للشركات الإسرائيلية الناشئة، في قرار لم يحظَ حتى اللحظة بضوء أخضر من الدول الأعضاء رغم مفاوضات متواصلة منذ أسابيع.
إسرائيل تهاجم نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية
في المقابل، هاجمت إسرائيل الخميس نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا التي وصفت الحرب في غزة بأنها "إبادة"، متهمة إياها بأنها "ناطقة باسم دعاية حماس". وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين على منصة إكس "ندين بشدة الادعاءات التي لا أساس لها والتي صرّحت بها نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية". وأضاف: "بدلاً من ترداد تهمة +الإبادة+ التي نشرتها حماس، كان ينبغي لريبيرا أن تدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وحض حماس على إلقاء السلاح لتنتهي الحرب".
ورفعت جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، وهي اتهامات وصفها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "شائنة". وأعلنت أكبر جمعية أكاديمية متخصصة في دراسات الإبادة الجماعية هذا الأسبوع، أن المعايير القانونية للجريمة قد استوفيت، مؤكدة أن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت هذه الإبادة 64 ألفاً و231 شهيداً، و161 ألفاً و583 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 370 فلسطينياً بينهم 131 طفلاً.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)