
نواكشوط - ومأ:
افتتح فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الأربعاء بالمركز الدولي للمؤتمرات – المختار ولد داداه، أعمال المؤتمر الدولي ال 38 للسيرة النبوية، المنظم من طرف التجمع الثقافي الإسلامي تحت شعار “تأليف القلوب وإطفاء الفتن وحل النزاعات انطلاقا من الهدي النبوي الشريف”.
ويشارك في هذا المؤتمر علماء وشخصيات وطنية ودولية تمثل 32 بلدا في افريقيا وآسيا وأوروبا وأستراليا.
وسيشهد المؤتمر على مدى يومين جملة من المحاضرات والعروض المرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة.
وقال رئيس التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب إفريقيا، السيد محمد الحافظ النحوي، إن 1500 عام مضت على أعظم حدث في تاريخ البشرية، هو مولد سيد الوجود محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية أكرمها الله بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أكرمها بالانتماء إليه ومحبته.
وثمن الرعاية الخاصة التي حظي بها المؤتمر من طرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، شاكرا له هذه العناية الخاصة، ودوره في إنجاح أعمال المؤتمر.
من جهته قال معالي وزير الأوقاف السوري، السيد محمد أبو الخير شكري، إنهم في أرض الشام المباركة هفت قلوبهم إلى أرض شنقيط أرض العلم والعلماء، أرض الشعر والشعراء، للاحتفاء بذكرى 1500 عام على ميلاد الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي تتشرف البشرية جمعاء بالانتماء إليه واتباع هديه واقتفاء أثره، مبرزا أنهم في هذا اللقاء يتطلعون إلى قيم المحبة والأخوة والسلام والتعايش التي نستقيها من معين القرآن الكريم ونهج المصطفى صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا.
من ناحيته أوضح معالي وزير إعادة التأسيس والثقافة وتعزيز القيم الاجتماعية بالنيجر، السيد علي بن صالح حمود، أن الموضوع المركزي لهذا المؤتمر يجمع القلوب ويسوي الخلافات تحت ظل تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم، مضيفًا أن عنوان المؤتمر أساسي ومهم في عصرنا الحالي الذي يزداد فيه العنف باسم مفهوم ورؤية أخرى للدين.
بدوره قال فضيلة الشيخ محمد المامون القاسمي، عميد جامع الجزائر، إن اجتماعهم اليوم في رحاب ذكرى من بُعث رحمةً للعالمين بالهدى، يُعَدُّ من أعظم مظاهر نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، عن طريق نشر هديه، وبث الأمن الروحي في نفوس العباد، في عالم اختلّت فيه الموازين، ومحيطٍ فقد الرشد وغاب عنه اليقين.
أما فضيلة الشيخ سعيد الكملي، المتحدث باسم الأئمة، فقال إن السيرة النبوية الخالدة ليست صفحة من التاريخ طُويت لتُدرس فحسب، بل هي دستور حياة، ومنهج هداية، وقانون يعيد الناس إلى المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مذكِّرًا بضرورة الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل ما نصبو إليه من إصلاح شؤون المسلمين.
جرى حفل الافتتاح بحضور معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، ورئيس الجمعية الوطنية، ورئيس المجلس الدستوري، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيران المستشاران برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، وقادة الأجهزة الأمنية ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينه، ونائب رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.
ودعا فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، العلماء والمشايخ وقادة الرأي إلى نشر ثقافة الأمن والسلام لترسيخ ما تزخر به السيرة النبوية الشريفة من الصور الوضاءة للاعتدال والتسامح والتآخي والتعاضد.
وقال فخامة رئيس الجمهورية، لدى افتتاحه أعمال المؤتمر الدولي الـ 38 للسيرة النبوية العطرة، اليوم الأربعاء بالمركز الدولي للمؤتمرات – المختار ولد داداه، إن المقاصد التي وضعت لرعايتها الأحكام الشرعية تدور في الجملة على تحقيق الأمن والسلم والسلام في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
وفيما يلي نص كلمة فخامة الرئيس:
“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه؛
معالي الوزير الأول؛
السيد رئيس الجمعية الوطنية؛
السيد رئيس المجلس الدستوري؛
السادة والسيدات الوزراء؛
السيد الوالي؛
السيد نائب رئيسة جهة انواكشوط؛
أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين،
السيد رئيس التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب افريقيا؛
أصحاب السماحة والفضيلة المشايخ والعلماء؛
ضيوفنا الكرام؛
أيها السادة والسيدات؛
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
يسعدني وذكرى المولد النبوي الشريف على الأبواب أن أتوجه بصادق الترحيب وخالص الشكر إلى كل هؤلاء العلماء والمشايخ أصحاب الفضيلة والسماحة الذين ما بعدت عليهم الشقّة ولا عاقهم ما تعج به الحياة من مشاغل وإكراهات متنوعة عن مشاركتنا اليوم الاحتفاء بسيرة صفوة الخلق ونور الهدى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فالاحتفاء بسيرته العطرة ترسيخ للإيمان وتمثّل لمعاني رسالته السمحة في نقاء قيمها السامية.
كما يطيب لي كذلك، أن أهنئ التجمع الثقافي الإسلامي على جهوده المتواصلة في العناية بالسيرة النبوية، وبنشر قيم الاعتدال والتسامح والتآخي، وتعزيز دور العلماء والمصلحين، كما أكد ذلك بقوة (إعلان نواكشوط) المتوج لأعمال النسخة السادسة والثلاثين من هذا المؤتمر.
وإن هذه النسخة ال38 لتصدر عن ذات النفَس والتوجه كما هو واضح من اختيارها شعارا لها “الأمن الروحي من خلال السيرة النبوية وأثره في السلم والسلام في الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء”.
أيها السادة والسيدات،
إن مفهوم الأمن على اختلاف السياقات التي يرِد فيها يحيل دائما إلى غاية هي من أسمى الغايات في ديننا الحنيف، فالمقاصد التي وضعت لرعايتها الأحكام الشرعية تدور في الجملة على تحقيق الأمن والسلم والسلام في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
وأقوى ما يفضي إلى تحقيق هذه المقاصد هو التمسك بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، الأسوة الحسنة وصاحب الخلق العظيم الذي جسدت سيرته على الوجه الأكمل عظمة وسمو المعاني والقيم الإسلامية.
أيها السادة والسيدات،
إن المتأمل لمجمل السياسات العمومية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية يدرك بجلاء أنها تتكامل في التركيز على إحراز الاستقرار والأمن في مختلف أبعاده، إرساء للسلام الذي به تنتظم الحياة وتتهيأ سبل العيش الكريم والتنمية والازدهار.
ولقد ركزنا في سعينا إلى تحقيق هذا الهدف الأسمى على نشر ما جسدته سيرة نبينا من قيم التسامح والاعتدال والتآخي والتعاضد. كما بذلنا جهودا كبيرة للذبّ عن هذه القيم في وجه زيف التأويلات المنحرفة الهدامة من خلال محاربة الغلو والتطرف والإرهاب والتيارات المشوهة للدين وكل النزاعات المغذية للكراهية وذات النفس العنصري البغيض.
كما حرصنا، دعما للسلم والانسجام المجتمعي، على ترسيخ الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية لتصحيح ميزان العدالة التوزيعية للثروة من خلال محاربة الغبن والهشاشة وتوطيد ركائز دولة القانون ومحاربة ما في موروثنا الثقافي من أحكام مسبقة وصور نمطية زائفة تتنافى مع مقاصد الشرع.
وإيمانا منا بأن قيم الاعتدال والتسامح والتآخي التي جسدتها سيرته عليه الصلاة والسلام ذات أثر إيجابي قوي في تحقيق السلم والسلام ليس في الأمة الإسلامية فحسب بل لدى البشرية جمعاء، عملنا على جعلها موجها رئيسيا لمواقفنا في مختلف المحافل الدولية.
وإننا إذ نعلن على بركة الله افتتاح هذه النسخة الثامنة والثلاثين من المؤتمر الدولي للسيرة النبوية، لنعول كثيرا على مخرجاتها، وعلى كل العلماء والمشايخ وقادة الرأي في نشر ثقافة الأمن والسلام لترسيخ ما تزخر به السيرة النبوية الشريفة من الصور الوضاءة للاعتدال والتسامح والتآخي والتعاضد.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله”.
