
زنقة 20 | الرباط
تراجعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن مشروع نقل مقر القيادة الأمريكية لإفريقيا (AFRICOM) إلى المغرب، رغم ما كانت تشير إليه التوقعات من أن المملكة المغربية كانت في صدارة الدول المرشحة لاستضافة هذا المقر العسكري الحيوي.
وجاء القرار استنادًا إلى تحليل داخلي أجرته وزارة الدفاع، خلُص إلى أن تكلفة النقل ستكون باهظة للغاية مقارنة بما يمكن تحقيقه من فوائد عملياتية محدودة، ما يجعل المشروع غير مجدٍ في ظل أولويات الإدارة الأمريكية الحالية.
خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، بتاريخ 10 يونيو، أعلن الجنرال مايكل لانغلي، القائد السابق لأفريكوم، أن «تكلفة نقل المقر ستكون مرتفعة بشكل غير مبرر، دون مكاسب تشغيلية تبرر هذه النفقات».
وأضاف أن المراجعة المالية والاستراتيجية التي أجراها البنتاغون أظهرت أن الحفاظ على المقر الحالي في شتوتغارت الألمانية أو حتى إعادته إلى الأراضي الأمريكية، يتماشى بشكل أفضل مع المصالح الوطنية الأمريكية، لا سيما في ظل التركيز المتزايد على القضايا الاقتصادية الداخلية.
تقرير لمجلة جون أفريك ذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تميل إلى اعتماد سياسة “إعادة التموضع”، بما في ذلك تقليص النفقات العسكرية الخارجية وخلق فرص عمل داخل الولايات المتحدة، كجزء من رؤية اقتصادية تركز على الداخل الأمريكي.
في هذا السياق، بدا خيار نقل المقر إلى إفريقيا، رغم رمزيته السياسية، غير متوافق مع أولويات المرحلة.
وكانت عدة تقارير إعلامية دولية، قد رشحت المغرب بقوة لاستضافة المقر، مشيرة إلى مدن مثل القنيطرة و القصر الكبير بفضل موقعهما الاستراتيجي وبنيتهما التحتية العسكرية.
و رغم التراجع عن إنشاء مقر دائم في إفريقيا، إلا أن القرار لا يعني بالضرورة تقليص الحضور الأمريكي العسكري أو الأمني في القارة. بل قد يشير إلى تحول في نمط الوجود الأمريكي نحو شراكات مرنة وقواعد مؤقتة بدلًا من مراكز قيادة مركزية.