
الدهماء ريم
..........ا
"گُـ.ـور جگـ.ـَينْ"، "كَـ.لكَاله"، "ابريشـ.ـه"، "نيـ.ـشه" ،"ببـ.س"، مُسمَّيات شعبية، لصفة مُكتسبة بالإرادة غالبا، وخيَّار لمسار في الحياة، لا يَنتمي الموصوف بها بالضرورة للفئة المصنفة مريضة عضويًّا ، الموصوف بها يبدأ حياته سوياًّ أحيانا، ثم يحترف فينحرف،..
هذه الخلطة البشرية يتداخل فيها التشبه بالنـ.ـساء بالـغِـ.ـواية، بالميول الطاغية للمتاجرة "بالـ.ـجو" في جو اجتماعي وأخلاقي لم يعد يشعر فيه بالتنـ.ـغيص أو الانتقـ.ـاص، وإنْ أصابه قليل الاحتقار نهارا، سيواسيه كثير الاعتبار ليلاً في الأوساط التي تتقبله وتحتاج "لخدماته" من قـ..ـوادة وصـ.ـيد وتلميع، أو من مُتـ.ـعة الهزيع الأخير،.. ويـُعظِّمون الولاء لفئتهم وعالمهم على الولاء الاجتماعي ويعيشون في شبه قطيع من "الأصـ.ـدقاء" منعزل ومُتناغم.
نسختنا المحلية منهم، كانت من أقلّ جنـ..ـسهم جُرأة في المُواجهـ..ـات المفتوحة مع المجتمـ.ـعات الرَّافضة،.. والنظرة المحلية تجاههم وإنْ كانت مشمئزة إلا أنها غير عدائية،..أما اليوم فتعيش الطبقة المتنـ.ـفِّذة منهم في حلقة صلبة، واسعة العلاقات، يعاضد بعضها البعض، يَحمي نشاطهم "بزنـ.ـس ترويـ.ـح" مطلوب جدا، مُتشعِّب ومُتشابك المصـ.ـالح مع فئات أخرى قوية و"سويَّـ.ـة" في ظاهرها الجسـ.ـماني والاجتماعي،.. وهم مُترفون و"محترمون" وسادة عالم المتـ.ـعة الخفي بلا منازع.
أما الطبقة الدنيا منهم، المحتاجة، فتبالغ في إركاس حياتها في جو يتعانق فيه الفـ..ـجور والإدمـ..ـان وإطلاق الشَّـ..ـهوات والتَّرويـ..ـج لها، يحملون عبء شخصية منـ.ـبوذة، ويركنون غالبا لحياة التَّخفي،..
قلة منهم تُرغَـ.ـم عنـ..ـوة على الزواج حفاظا على قطرات من ماء الوجه الاجتماعي لمحيطهم الضَّيق المُـ.ـعذَّب في سمـعته بهم،.. كان ظهورهم معـيبا بداية وخجولا، ويقتصر على بعض المناسبات الاجتماعية هي متنفسهم العلني، إلى أن احتضنتهم فئة "إيگـ.ـاون" واستخدمتهم كمتخصصين في ضبط الإيقاع، ثم كانت لهم التلفزة الوطنية ظهيرا نفسيًّا حين قدمَّتهم علنا في ذات الثوب، "طبَّـ.ـالة للفرق الفنية"، فدخلوا بيوتنا وتعوَّدنا عليهم، كمُسلَّمة فنِّية مُتخصصة في "الشَّد واتْگنگيشْ والتصفاگ"، مما عَجَّل باختراقهم للسّياج الأخلاقي الذهني.
لستُ هنا في صدد نقاش "حقّ" هؤلاء في الاختلاف أو في "المـ،ـرض"، أو "حقهم" علينا في تقبّل خيّـ.ـاراتهم في الخروج على النّمطية الجنـ..ـسية التقليدية، وفي حرية المـ.ـيول،.. لديَّ قناعة من صنف إيمان العجائز أنَّ الأولى بالحماية الآن هوّ "حقُّ" المجتمع في الإبقاء على سكينته الأخلاقية من العبث،.. فحتى الفلسفة الالـ.ـحادية تحترم تقاليد الشعوب وقيَّمها الأخلاقية.
زرتُ مرة مدينة في الدّاخل في وفد رسمي فكان جل القائمين على الطبخ والضّيافة منهم، والمشهد مألوف هناك ولا يُزعج، حتى سكرتير الحاكم يصفِّق ويتـ.ـغضَّن بطراوة انثـ.ـوية يُحسد عليها وبراغيه مرتخـ.ـية.. ووصلتني يومًا لائحة بأسماء ضيوف لشخصية رسمية، فجَعَل الترتيب الأبجدي "شخصية منهم "فئة سبعة نجوم" على رأسها!.. فهم مثلنا، منهم الرفيع، ومنهم الوضيع، حسب وسط الاحتضان..
"اتكَـ.ـلكَيل" في العلن، لم يعد من المُحرَّمات الصّارمة هنا، بل يعيش عصره الذهبي محليا، وقد انتقل من مرحلة الـ.ـدفاع الذليل السـ.ـاقط الى الحضور الجريء الضَّاغط، ليس صادما أن يظهر أحدهم في صورة مع فقيه أو شيخ طريقة أو إمام أثناء عقد شرعي.. ولذا طفت "تفريعات" جديدة ومتحكمة،.. وفي السنتين الأخيرتين كَسر الانفجار المفاجئ في صناعة الجـ.ـو علنا كل قيود التهيب الهش، وسيطر الصُّناع على كل مشهد في حياتنا، وصنعوا القدوة الحالمة في أذهان العامة المحرومة والمتعطشة لنصيب من رغد الحياة ولو بالفرجة،.. أموال فلكية تتماوج فوق الرؤوس لتسحقها الأقدام في بطر، ارتفاع جنوني لأسعار الإنعاش الفني، وهذا يعطي انطباعا أن الوسط لم يعد مُحتاجا إذْ لم يعد يقبل بالقليل أو المعقول من الأجر، تداولٌ سلسٌ لهدايا أقلها شأنا السيارات الفاخرة والإبل وبيوت في الأحياء الراقية.
من تلك التفريعات أيضا، النُّسخة "الأنـ..ـثـ..ـويَّة" ، والتي لم تبرز سابقاً بشكل لافت، فقد ذكر لي شخص أثق به، ويمنحه عمله فرصة الاطلاع على تفاصيل حياة القاع الاجتماعي، أنَّ (كَلـ..ـكَلات ناثِ) يُمارسن "التِّسْـ..ـدار" في نزهات أمام المحلاَّت التجارية الكبرى، يجذبن الفتـ..يات لعالمـ.ـهن، تماما كما يُصـ.ـطاد شباب أسويـ.ـاء من الواقعين تحت ضغط الفقر والبطالة، يصـ..طادون بالإغـ.ـراء المالي والمادي وبالمؤثـ..ـرات العقـ..لية ليُمـ.ـارَسَ عليهم، فيغوصون في لُجّة ظلام ذلك العالم القـ..ـذر بكل شيء وفي كل شيء وليس آخر أشيائه الضَّـ.ـياع ..
قَـ..ـوْم لُو..ط، جُلّ مالهم المُتحصَّل عليه ينفقونه على زينتهم الشخصية وعلى ترضية الضـ..ـحية (شـ..ـريك الفـ..ـراش)، وعلى الاستطباب، فهذا الوسط تنخره الأمراض المنتقلة عن طريق الجـ.ـنـ.ـس، وهي السبب الرئيس لوفياتهم ونهاياتهم المأساوية، وإنْ تبادلوا اليوم القُبلات علنا، فهو انتقال لمرحلة أعْلى من سلسلة تَعْويد المجتمع علنًا على ما يُمارس خفية، ُهم أذكياء، سَنُصدم أيَّامًا، وستتلاحق القُبلات المُجاهرة أزمانا.. ماذا باليد؟ .. لا شيء!
المجتمع الفاضل من ضروب الخيال، لكن ضبط هذه الظواهر على الأقل في الإعلام المرئي، وأضعف الإيمان في الرَّسمي سيكون مفيدا،.. كل حفل ينعشه "إيگيو" اليوم في بيت محافظ أو ماجـ.ـن، أو دائرة حكومية ستحضره بداهة (ورغم أنف أصحاب الحفل) حفنة منهم، لأن منهم الطَّبال ومنهم المنعش ومنهم الملمِّع بالصوت والأجْرِ لبعض سيدات المجتمع، ومنهم المتأمل في الوجوه الباحث عن آخر إصدار من بضاعة الجمال الغض القابل للتـ..ـسويق، ومنهم بالضرورة حامل المهر، والمُعلن عن "التِّكِبرَه"، ولهم حـ..ـق معلوم في الضّيافة ونصيب محسوب في "الزرگ وآمْصفاط!".. وكلمة السر طفرة المال السهل السائب ، ولهذه الأسباب يُرغم بعض الناس على الاقتصار على "بنجه" حتى لو كان لا يستسيغها،.. لكن الطريف أيضًا، ميل النسخة الجديدة من "أصْحَباتْ بنجه" في انعاشهِن لبعض الإيحاءات الجـ.ـنسـ.ـية والألفاظ الساخـ.ـنة لإثارة الخيال الأروتيكي للحاضرات! .. هو بلاء وتوف، واختبار للناس..
من الطريف أنَّ "تيگيويت" كبيرة ومحترمة، عابَ عليها أحدهم التَّردي لدرجة تسجيل شريط لأحد أباطـ.ـرة أثرياء "گـ.ـور جيـ.ـگنات"، ينتمي لمجتمع تقليدي كريم ومُحافظ، فأفحمتِ المُستنكِر عليها قائلة: « هو ما يَخْلَ من اثلتْ امْظاربْ، ألاَّ ايعود امـ.رة من الفولانيين وآن افلانه، ولَّ إعود راجل منهم وآن افلانه ، ولَّ إعود خَـ..ـلْطْ راجل وامـ.رة منهم، وآن افلانه! ».. معناها عنْ مُجمل حالاته البيـ.ـولوجية اتعدلها - عُرْفًا- يالَّ تگبظلُ الهول.. وزايدْ باتشعشيع ورگت عندو الفظه.
تحياتي.