
وجهت وجهي صباح أمس صوب قرية أبكاك مع رفقة مأمونة من أهل لخيام، ضمت الأديب الأريب عبد الله بن اسنيد والأستاذ المحترم التاه بن بك، والفتى الأديب ابيبيه بن مامين، ومن حسن طالعنا لقاؤنا بالوزير أحمد سالم بن بد عند خروجنا من العاصمة، يرافقه الدكتور الأديب محمد فال بن زياد والمهندس بوباح بن بد.
خلال الطريق تبادل القوم أحاديث مختلفة خيطها الناظم هو تميز أولاد باركلل، روى ابيبيه من حفظه قطعا مختارة من شعر المختار بن حامد، وقلت لهم إن مرثيته للشيخ عبد الله بن الشيخ أحمد الفال هي أقدم مرثية كتبها في أهل انيفرار وتناشدنا مبيتات من مراثيه لكل من الشيخ العالم محمذ باب بن داداه والشيخ الهمام الممدح محمد صالح بن الشيخ أحمد الفال، ومراثيه لكوم الوسط.
روى لنا الأستاذ التاه بن بكي عدة قصص تشي بشدة تمسك أبناء بارك الله فيه بالطبع الشمشوي كقصة السيد عبد الرحمن بن التاه مع صاحب "بريكة دلوير" وجواب الأديب الداه بن ابات لأحد الأكابر عندما سأله عن الموقع الجغرافي لقرية احسي المختار فقال له إنه في التحرار، وسبلة السيد الهمام أحمدو بن المزروف مع ضيفه الذي نصحه بأن يذهب بمريضه إلى عيادة الدكتور حامد بن الفالل وزوده باسمه ورقمه وموقع عيادته .
تحدثنا عن تميز أبناء بارك الله فيه، وقلت لهم في هذا السياق عن ندخلو بيهم اجماع، فلا يخلو دست إيكيدي من ذكرهم، فموسوعة التاه وديوانه مرجع في الأنساب والأحساب والآداب، وبحوث العبقري يحي فكت معمى الرياضيات، ومحظرة أهل محنض باب بن اعبيد درس فيه الرجل وابنه وحفيده، وأن الشيخ المربي أحمدو بن اسليمان هو أول من تلقب باسم الشيخ في إكيد وعمل على تزكية النفوس وتربية القلوب والترقي في مقام الإحسان.أما خوارق لمرابط محنض باب بن امين وتصانيفه المفيدة وأنظامه الجميلة فقد سارت بها الركبان ووسعت من ذكر بني ديمان، وكذلك حال أنظام القاضي سيلوم بن المزروف في السيرة وأنساب العرب وعلوم القرآن فقد غدت مصدرا يرجع إليه العلماء ويشيدون به عبر الأثير.
حدثنا الأديب الأريب ابيد بن اسنيد عن العلاقة الخاصة التي تربط أهل انيفرار بأهل أبكاك وروى لنا مواقف وأسفار حدثت معه أثناء زيارت له إلى أبكاك.
قلت للقوم إنني كنت ذات يوم أدرس طرة ابن بون على العلامة عبد الله بن أحمد بن مناح فلما وصلت إلى الشاهد الشهير
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا
بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فقال لي هذا البيت لا يعرف قائله وقد استشهد به النحاة على جواز تقديم الخبر ، والبيانيون على عكس التشبيه، والفقهاء على دخول أبناء الأبناء في الميراث والوصية والوقف، وعلى أن الانتساب إلى الآباء، ثم أخذ بيدي وقال لي نحن بعد هذو أولاد أمناتن ماهم أرك عندن من ازغب وساق كمثال على ذلك العالم الصالح محمذن بن أحمد العاقل وأحمد وبداه والشام أبناء همباك بن سليمان بن أحمد سالم بن محنض ألفغ، والعلامة محمد عال بن محنض، ولمرابط ببها بن اميي.
وفي إطار حديثنا عن علاقة المحبة والاحترام المتبادل التي تربط أهل أبكاك بأهل انيفرار قلت لهم إن الشام كان إذا زار انيفرار يتمثل قول الشاعر
ألا ليت شعري هل ترودن ناقتي
بحزم الرقاش من متال هوامل
هنالك لا أملي لها القيد بالضحى
ولست إذا راحت علي بعاقل
وصلنا إلى أبكاك فوجدنا في استقبالنا الدكتور حامد بن الفال والسيد الهمام أحمدو بن المزروف و الأستاذ المحترم ابن بنتنا المزدف بن الأمير.
دخلنا الخيم المضروبة فوجدنا فيها السرر المرفوعة والأكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة، وإذا الدكاترة يشرفون بأنفسهم على راحة ضيوفهم وكأن المقنع الكندي يعنيهم بقوله
وإني لعبد الضيف ما دام نازلا
وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
أجلت ناظري في الحاضرين فلاحظت أن المجموعات الشمشوية رمت أبكاك اليوم بأفلاذ كبدها ، فلا ترى عينك إلا عينا ماجدا، أو سيدا كريما،أو مسؤولا رفيعا، أو عالما مدرسا، أو باحثا جادا أو شاعرا مفلقا والحقيقة بأن كم وكيف الحضور يشي بأن دعوة أهل أبكاك كانت جفلى فلم ينتقر داعيهم ولم يخصص.
استمعنا إلى مداخلات نثرية صيغت بلغة جميلة ترحب بالحضور وتنوه بدور جمعية طيبة في مجال بناء المساجد، كما شنف الشعراء آذننا بمقطعات من الشعر الفصيح والحساني تضمنت
إشارات وإلماحات ونكت أدبية جميلة.
على هامش هذا اللقاء المهم قضيت وقتا ممتعا مع وفد اليدوكيين تخلله حديث ماتع مع السيد الهمام محمد عال بن ببات أزاح عني وعثاء السفر، كما التقيت بالفتى الماجد محمد بن أحمدو بن التاه بن حمين وشدين أخبار أهل الدوحة فمحمد يقضي حاليا راحته السنوية في أرض الوطن.
كان من حسن حظي أن جالست فتيانا كأقمار المصر كالشاب العابد الذاكر الرئيس بن ببها والقاضي شيخن بن أحمدو بن التاه بن حمين والإمام محمدن بن جنك فدارت الكؤوس ودارت معها أحاديث أدبية ماتعة فاجتمع غذاء الأرواح والجسوم.
جزى الله بالإحسان أهلنا في أبكاك على هذه الدعوة الكريمة
يعقوب بن اليدالي