
النجاح بنت محمذفال
استيقظ العالم عقب الحرب العالمية الثانية التي عمت فظائعها أوروبا على نهاية عصبة الأمم وهي المنظمة التي تقدمت إليها الولايات المتحدة الامريكية على لسان وزير خارجيتها كينچ كراين King-Crane بمشروع إلغاء وعد بلفور ..
وهو المشروع الذي رفضته بريطانيا وفرنسا لتنبثق عن عصبة الأمم منظمة الأمم المتحدة التي نص ميثاقها على أن ‘الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية ، ودعم القانون الدولي.من أكبر أهدافها ” بالإضافة إلى:
” تنمية العلاقات الودية بين الدول على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ، على أن تكون مركزًا لتنسيق أعمال الدول في تحقيق هذه الغايات المشتركة ” وبما أن الأمم المتحدة تم تأسيسها اصلا من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية حيث تم تأسيسها 1945 فإن مسارها ارتبط إلى حدما بمصالح تلك الدول ، مع أنه بلغ عدد الدول التي نالت استقلالها بعد تأسيس المنظمة 80 دولة ، إلا أن حضور الدول الحديثة العهد بالاستقلال بل وحتى تلك التي شاركت في عملية التأسيس من غير أقطاب الدول المتصارعة والمتصالحة في الحرب العالمية الثانية ظل محدودا فهل رسمت المنظمة من أهم أجندتها أن بلدا واحدا يظل محروما من كل ما ورد في ميثاقها؟
هل كانت فلسطين هي الإستثناء الأكبر من هذا الميثاق؟
لا يحتاج الأمر إلي تأمل !
لقد دُفن مشروع كينغ كراين King-Crane وزير خارجية أمريكا الذي بقي طي الكتمان حتى نشرته نيويورك تايمز في ديسمبر 1922 ولم يظهر إلا بعد إقرار الكونغرس قراراً لصالح الصهاينة 1922.
ولم تحاول الحكومات العربية المنضوية تحت الأمم المتحدة بعثه بعد سقوط عصبة الأمم ولا كذلك تمسكت به الولايات المتحدة التي هي المؤسس الأول لهذه المنظمة نظرا لدور الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت Franklin Delano Roosevelt في تأسيسها، واضح إذن أن المبادئ التي استقامت عليها الأمم المتحدة تخص الدول التي صاغتها وأثبت مسار القضية الفلسطينية أنها الاستثناء القطعي وأن حكومات هذه الدول ظلت إلى وقت قريب تقف رعايتها لهذه المبادئ عند حد مصالحها التي ظلت تقودها تحت تأثير سيناريوهات تضليلية تختلقها أجهزتها الأمنية لطمس حقيقة القضية الفلسطينية …
واليوم جاز طرح السؤال هل كانت حكومات هذه الدول تقبل بحصار أي شعب سوى الشعب الفلسطيني طيلة هذه الفترة (عقدين) لا يُخفي قادة بعض هذه الدول حاجتهم لإسرائيل كثكنة تتولى كل القذارة وتنسب إليها كل قباحة العصر ورذائِله.
قالها الرئيس الأمريكي بايدن ” لو لم تكن إسرائيل موجودة لاخترعناها ” ورددها المستشار الألماني ” إنها تتولى كل الأقذار” اليوم تصحو الشعوب الغربية وبقية أحرار العالم على شعب تُسلب أرضه وتحت النار يولد أطفال ليموت امهاتهم جوعا امم تتحد من أجل السلم الذي تحتكره ، ولتبقى جميع أهدافها التي أسلفنا تستثني كلها الشعب الفلسطيني٠ الذي لا تكتفي ببقائه تحت سلاح النار طيلة 80 سنة وإنما تتحد من أجل استخدام سلاح الجوع !!! “أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ “اليوم كأن التاريخ يعيد نفسه لنتذكر قليلا أن هاشم بن عبد مناف مدفون في غزة وان خونة العرب أقاموا حصار الشِعْب ضد بني هاشم فهل تحقق ما ارادوا ؟
لقد تواصل مسار النبوءة رغم خيانتهم اليوم تصحو الشعوب الغربية ضاربة عرض الحائط بأقذار حكامها وترفع صوتها بحرية فلسطين … شعوب طالما نوموها تحت وابل كل شعار قبيح كوُّجوههم… اليوم تموت منظمة الأمم المتحدة جوعا وظمأ لوفَاءٍ بأهداف رسمتها ، ولا يبقى منها إلا جثث نتِئة عربية وغربية يتولى ترامب تحنيطها في استهزاء بالقيم التي قامت عليها الولايات المتحدة والتي رسمها روزفلت في ذلك الميثاق وتعتيم على مشروع كينغ كراين King -Crane الذي اقترحه لعصبة الأمم بإلغاء وعد بلفور … وتبقى الحقيقة القائمة هي أن هذه المنظمة فقدت أي مصداقية لكل أدواتها التي تخربت لتغدو أداة لتكريس الصهيونية وخدعة قبيحة لشعوب العالم بأسره وهي الخدعة التي عبر عنها شاعرنا أحمد ول عبد القادر ” مجلس الأمن خدعة والاماني حول جدواه هدها الخسران”.
كاتبة موريتانية