
بي بي سي:
حذر مقال في صحيفة التليغراف البريطانية، من خطورة ما يجري في الصين عسكرياً في الوقت الحالي، ومن أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، "قد يفقد" السيطرة على الجيش الصيني.
وقال الكاتب جوردون تشانغ، إنه من المرجح أن يصبح الزعيم الصيني أكثر خطورة على العالم إذا شعر بأن منصبه مهدد داخلياً.وأشار الكاتب إلى التقارير التي تزعم اختفاء الجنرال هي ويدونغ، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي والرجل الثاني في ترتيب القيادة العسكرية في الصين، وكان قد شوهد آخر مرة علناً في 11 مارس/آذار 2025.
والمعروف أن الجنرال ويدونغ يدين بالولاء للرئيس جين بينغ في الجيش، ويعتقد مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أنه أُقيل من منصبه في جيش التحرير الشعبي وفي الحزب. بل إن هناك شائعات غير مؤكدة تفيد بوفاة الجنرال في مايو/أيار 2025، داخل مستشفى جيش التحرير الشعبي الصيني 301 في بكين.
ويستشهد الكاتب برأي خبراء في آسيا بأن هناك اعتقاد بأن الزعيم الصيني هو من أقال الجنرال ويدونغ "وهو الأمر الذي يُظهر مدى جديته في القضاء على الفساد في الجيش".
وأضاف أن جين بينغ يريد تحويل جيش التحرير الشعبي إلى قوة قتالية فعالة خارج حدود الصين، وأيضاً يخدم أجندته الداخلية".
ويرى الكاتب أن الرئيس كان دائماً يتمتع بنفوذ كبير، لذا من الطبيعي أن ينسب المحللون والصحفيون إليه كل إجراء مهم في الصين، وكان يسيطر بشكل شبه كامل على الجيش، الذي لا يتبع الدولة الصينية بل الحزب الشيوعي.
كما نجح في تنصيب موالين له، بعد حملاته المستمرة لمكافحة الفساد، وإعادة تنظيم الشامل لجيش التحرير الشعبي، في منتصف العقد الماضي.
ولفت الكاتب إلى تحليلات حول أن شي أصابه "جنون العظمة" على غرار ستالين، وبات يرى الأعداء في كل مكان، وبالتالي يُغير صفوف كبار الضباط.
وأكد المقال أن الجنرال ويدونغ، ليس الضحية الوحيدة بين العسكريين في الصين، وليس الجنرال الوحيد الذي أُطيح به من بين الموالين للرئيس. فقد اختفى أيضاً الجنرال لي شانغفو، وزير الدفاع، وكذلك الوزير السابق الجنرال وي فينغ هي، والجنرال مياو هوا، رئيس شؤون الموظفين والتفتيش الأيديولوجي.
بينما يرى تحليل آخر أن "أعداء الرئيس جين بينغ، نجحوا في إقصاء الموالين له من القيادة العسكرية".
ويقدم الكاتب على هذا التحليل دليلاً مفاده، أن ما نشرته صحيفة "بي إل إيه ديلي"، الذراع الدعائية للجيش الصيني، ابتداءً من 9 يوليو/تموز 2024، من انتقاد واضح لمطلب الرئيس بالطاعة الكاملة، في سلسلة مقالات تُشيد بـ"القيادة الجماعية".
ويرى الكاتب أن مثل هذه المقالات تعكس عدم السيطرة الكاملة للرئيس على الجيش، وأن من كتبها يدينون بالولاء لنائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، الجنرال تشانغ يوشيا.
كما تحدث الكاتب أيضاً عن أدلة على فقدان جين بينغ نفوذه بين المدنيين، منها تغيبه لأول مرة عن قمة البريكس، التي اختتمت في البرازيل، في إشارة واضحة إلى احتمال فقدانه السيطرة على الوضع، بل "ربما لم يعد يُسمح له بالسفر خارج الصين".
ويستند البعض إلى أن وضع المكتب السياسي "لوائح" تنسيقية جديدة، أعلنها الرئيس بنفسه في 30 يونيو/حزيران 2025، تعكس تقييداً رسمياً لسلطته.
ويوضح الكاتب أن النظام الصيني يحيطه بغموض شديد خلال هذا العقد، لذا أصبح من الصعب قراءته ومع ذلك، هناك علامات واضحة على عدم الاستقرار. لكن نادراً ما يرحل رجال أقوياء مثل شي بهدوء، فإذا شعر بالتهديد فهناك اعتقاد أن عليه التحرك ضد الآخرين بسرعة.
ومن الفرص المتاحة حالياً إشغال الصين بحرب ما قد يمنع قادة كبار آخرين في الحزب الشيوعي الصيني من محاولة إزاحته في خضم القتال، لذلك قد يعتقد أن إثارة الصراع يصب في مصلحة شي.