
خُلُقاً وَ خَلْقاً مُصْطَفىً بَشَرَا
وهدىً بِهِ سِرُّ الْهُدَى انْتَشَرَا
بِالضوء يغمرنا و يمنحنا
نورا على نور إِذَا غَمَرَا
قَمَراً و شمسا مجتبىً قُدسا
يَتْلُو عَلَيْنَا الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَا
الْحُسْنُ مَنْطِقُهُ وَصورته
أَفَتَعْمَلُونَ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَا ؟
وَالْبَسْمَةُ ارْتَسَمَتْ عَلَيْهِ نَدَى
كَمْ أَطْفَأَتْ جَهْلاً قَدِ اسْتَعَرَا
الْبَاسِقَاتُ عَلَى خُطَاهُ نَمَتْ
وَجَلَالُهُ يَسْتَنْطِقُ الشَّجَرَا
هُوَ جَوْهَرُ الْإِحْسَانِ مُنْتَظِمٌ
دُرًّا وَأَسْمَى الدُّرِّ مَا نَثَرَا
فَمُنَزَّهٌ وَمُطَهَّرٌ وَأَمِيـ
ــنُُ صَادِقٌ فِي كُلِّ مَا ذكرَا
وَهُوَ الضِّيَاءُ الْمُرْتَجَى أَلَقاً
وَهُوَ السَّمَاءُ تفتحت مَطَرَا
وَابْنُ الْعَوَاتِكِ وَابْنُ عَبْدِ مَنَا ــ
ــ فِ الْمُسْبِلِ الْهَتَّانَ مُنْهَمِرَا
فَيَدَاه أَشْرَفُ غَيْمَتَيْنِ نَدَى
وَنَدَاه أَغْزَرُ غيث انهمرا
يَا صُورَةَ الْحُسْنِ الَّتِي اكْتَمَلَتْ
لِتُرَتِّلَ الْآيَاتِ وَالسُّوَرَا
بِالْحَقِّ يَبْعَثُ رَحْمَةً وَهُدَى
وَبِوَجْهِهِ وَهَجُ الْهُدَى بَهَرَا
أَنَا عَاثر أرنو إلَى أَمَلٍ
وهو الرؤوف يقيل مَنْ عَثَرَا
أَكْرِمْ بِهِ بَشَراً يَفِيضُ هُدى
يَهْدِي بِه رَبُّ الْوَرَى بَشَرَا
مُتَفَائِلٌ.. مُتَسَامِحٌ.. أَبَدًا
مُتَوَاضِعٌ إِلَّا لِمَنْ كَفَرَا
ياسين يا سندي ويا أملي
وَالرَّحْمَةَ الْمُهْدَاةَ وَالْقَمَرَا
الْأَبْطَحِي الْأَصْبَحِي أَبا الزْــ
ـ هْرَاءِ نَاصِرَ مَنْ بِهِ انْتَصَرَا
بِالصِّدْقِ يَفْتَحُ قَلْبَ شَانِئِهِ
بِمَفَاتِحِ الْذكر الَّتِي خبرا
الْمُجْتَبَى طَهَ مَحَبَّتُهُ
تُعْطِي الْأَمَانَ وَتَدْفَعُ الْخَطَرَا
فَتَوضؤوا بضيائه سحرا
فضياؤه وسناؤه سحرا
وغدت ترانيم العُلا ومزا ــ
ــ مِير الهدى تستقطب الزمرا
مَنْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ وِجْهَتَهُ؟
مَنْ أَيقظ الْإِنْسَانَ غَبَّ كَرَى؟
فَتَصَوَّرُوا الْإنسان عاش دجى
دون السراج وكيف كان يرى
سُبْحَانَ مَنْ عَرَّجَ السَّمَاءَ بِهِ
سُبْحَانَ مَنْ بَعَثَ الْهُدَى بَشَرَا
وَبِحَضْرَةِ الْقُدْسِ الرُّؤَى انْقَطَعَتْ
إِلَّا عَنِ النُّورِ الَّذِي حَضَرَا
وَعَرَجْتَ تَسْتَسْقِي الْهُدَى قَمَرَا
وَرَجَعْتَ غَيْثاً يُخْرِجُ الثَّمَرَا
فَبُزُوغُ فَجْرِكَ رَحْمَةٌ سَبَقَتْ
فَتَوَزَّعَتْ فِي لَيْلِنَا غُرَرَا
وَسَحَابَةٌ وَطْفَاءُ مَا انْتَظَمَتْ
إِلَّا بِمَا مِنْ سِرِّك انْتَثَرَا
أطْلِقْ خَيَالَكَ فِي الْجَمَالِ عُلَا
و إلى أمامَ مع الإمام تُرى
وإلى أمامَ إلى الوراء هنا
فمَع الإمام إلى أمامَ ورا
وعَلَى مَرَايَا الْمَاءِ يَعْكِسُهُ
نُوراً سَمَاوِيَّ الْهُدَى انْتَشَرَا
فَلترَجْعِ الْبَصَرِ الرُّؤَى احْتَجَبَتْ
إِلَّا بِهِ وَلْتَعْمَلِ النَّظَرَا
الْأَعْمَهُ الْأَعْمَى اسْتَنَارَ بِهِ
فَارْكَنْ إِلَى سِرِّ السراج تَرَى
ظِلُّ الْحَقِيقَةِ وَارِفٌ أَبَدًا
وَالْعَدْلُ فِيمَا بَيْنَنَا شَجَرَا
وهدى وإنك في -الهدى- لعلى
خُلق عظيم فارجع ا لبصرا
يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثَّرَى أَثَرَا
وحديثه حقا غدا أثرا
يَا مَنْ نَثَرْتَ لَنَا لَآلِئَ مِنْ
سِرِّ الضِّيَاءِ تَطِيبُ مَدْخَرَا
وَ منوَّرا عَبَرَ الضِّيَاءَ عُلى
عَبْرَ الْعُصُورِ ونوره عَبَرَا
وَلِيُنْقِذَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَمَهٍ
فَالنُّورُ يَغْمُرُهُ بِغَارِ حِرَاءٍ
اقْرَأْ لِتَبْعَثَ رَحْمَةً وَهُدَى
وَمُبَشِّراً وَلِتَنْشُرَ النُّذُرَا
وَلِتُنْذِرَ الْكُفَّارَ مَا صَنَعُوا
وَلِتُنْذِرَ الْإِنْسَانَ مَا مَكَرَا
بِكَ أَصْبَحَ التَّارِيخُ مُزْدَهِرَا
لَوْلَاكَ لَمْ يَزْهَرْ وَمَا ازْدَهَرَا
وَبِحَيْرَةِ جَهْلِ الْهُدَى بَصُرٌ
وَتَرَى بَحيرَى بِالْهُدَى بَصُرَا
فَاسْتَبْشَرَتْ كُلُّ الْبِلَادِ بِهِ
لِيُضِيءَ مِنْهَا الْبَدْوُ وَالْحَضَرَا
في أمةٍ رأت الضلال هدى
والمستقيمَ طريقها الوعِرا
وَلِأَنَّهُ بِالْحَقِّ مُنْتَصِرٌ
وَابْنُ الذَّبِيحَيْنِ ارْتَقَى قَدَرَا
أَقْوَى مِنَ الْأُمَرَاءِ سُلْطَتُهُ
هَزَمَ الْمُلُوكَ وَأَسْقَطَ الْأُمَرَا
فبِقُدْرَةِ الرَّحْمَنِ قُدْرَتُهُ
ما كان إلا الله مُقْتَدِرَا
سَطَعَ السِّرَاجُ الْحُبُّ أَفْضَلَ مَنْ
وَطِئَ الثَّرَى فَتَفَجَّرَتْ نَهَرَا
لِيَسُوقَه للظامئين ندى
وَلِيَسْقِيَ الْإِنْسَانُ مَا بَذَرَا
يَا أَحْمَدُ الْمَاحِي وَيَا قَبَسًا
نَتَنَفَّسُ الصُّبْحَ الَّذِي نَشَرَا
يَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ اسْتَجار به
عسر الوجودِ فرده يسِرا
السنة الغراء سنته
ومزالق الأهواء ما حظرا
ويُحَرِّرَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَمَهِ
وَيُحَارِبَ الطُّغْيَانَ مَا سَفَرَا
وَبَصَائِرُ الْقُرْآنِ سِيرَتُهُ
وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ. مَا أَمَرَا
ويرون فيه النصر مكتملا
بحضوره والفوز منتظرا
بمواقع النجم التي ذكرت
أو واقع في موقع ذُكِرا
الرِّجْسُ حِينَ بُعِثْتَ مُحْتَسِبًا
مُزَّمِّلاً مُدَّثِّراً طَهُرَا
وكتابُهُ القرآن معجزة
مفتوحة لم تحتمل نكُرا
الصَّادِقُ الْأَمَلُ الَّذِي انْتُظِرَا
فتَنَزَّلَتْ رَحَمَاتُهُ بُشرَا
يَا بَلْسَماً لِلْأَرْضِ مُثْقَلَةً
بِجِرَاحِهَا وَالدَّهْرِ مُحْتَضِرَا
وبِهِ الْبَسِيطَةُ أَزْهَرَتْ وَزَهَتْ
وَبِهِ الظَّلَامُ انْدَكَّ وَانْحَسَرَا
وَتَنَفَّسَ الصُّبْحُ الْوَضِيءُ فلَنْ
تَلْقَى الظَّلَامَ وَصُبْحُهُ سَفَرَا
فَشَفِيعُنَا الْمَحْبُوبُ أَعْظَمُ مَنْ
صَلَّى وَ صام وحَجَّ وَاعْتَمَرَا
يَا شَاهِدًا وَمُشَفَّعًا وَنَدى
يرْوِي صَدَى الْإِنْسَانِ إِنْ صَدَرَا
لَوْلَاكَ ظَلَّ اللَّيْلُ يَلْبِسُنَا
ثَوْبَ الضَّيَاعِ وَنقْطَعُ النَّظَرَا
وَتُقَطَّعُ الْأَرْحَامُ مِنْ بَطَرٍ
وَالْبِنْتُ تُدْفَنُ حَيَّةً بَطَرَا
فَدَمٌ يَسِيلُ عَلَى الْبِطَاحِ سُدًى
وَمَدَائِنُ مَنْكُوبَةٌ وَقُرَى
كَانَتْ عَلَى قَلَقٍ تَعِيشُ أَسًى
يَهْوِي بِهَا الشَّيْطَانُ مُنْحَدَرَا
سَلَكُوا طَرَائِقَ فِي الْخَنَا قِدَدَا
وَثَنِيَّةً سَلَكُوا بِهَا سَقَرَا
حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ الضِّيَا زَمَنَا
وَقَضَى الضَّيَاعُ مِنَ الْوَرَى وَطَرَا
نادى المنادي: النور منبثق
لتجيب يا من غاب من حضرا
وغدت مناهل للعطاش وقد
نظرت عيونُُ وجهه النضرا
وَالسَّيْفَ يُعْمِلُهُ إِذَا حَمَلَتْ
بَعْضُ الْقُلُوبِ قَسَاوَةً وَمِرَا
وَعَلَيْه يَعْدُو الْأَقْرَبُونَ فَإِنْ
رَدَّ الْعِدَى يَعْفُو وَقَدْ قَدَرَا
وَجَرَى الْمِدَادُ بِسِرِّهِ وَلَكَمْ
قَلَمٌ بِسِرِّكَ يَا حَبِيبُ جَرَى
وفتحتَ مكة غافرا ويُبَا ــ
ــ رِكُ عفوك المشهود من غفرا
و ملكت بالعفو القلوب جدا
طبقا ومؤتمنا ومصطبرا
أَنْزَلْتَهُمْ أَدَباً مَنَازِلَهُمْ
مِنْ بَعْدِ مَا رَكِبُوا الْهَوَى غَرَرَا
كَمْ أَخْطَأُوا فِيكَ الصَّوَابَ وَكَمْ
حَمِدُوا إِلَيْكَ مَعَ الصَّبَاحِ سُرَى
أَصْنَامَهُمْ حَطَّمْتَهَا صَنَماً
صَنما فَلَمْ تَتْرُكْ لَهَا أَثَرَا
وَدُمُوعَ أَهْلِ الْأَرْضِ تمْسَحُهَا
بِسَمَاحَةِ الْقَلْبِ الَّذِي انْفَطَرَا
وعصيدةٍ كقصيدتي لمستــ
ــها كفُّه فتضاعفت كِسَرا
وعناكبُ الكلمات قد نسجت
بخيوطها فَجْرَ الرؤى سحَرا
وصباحها لولا السراج دَجَا
وخيوطها لولا السراج ثرى
مَعْنَاكَ روح ندى يَفُوحُ شَذَى
بِمُرُوجِهِ وَرِيَاضِهِ عِطِرَا
ومحمد.. تكفي لأمدحه
ولأفتح الأسرار والسُّرُرَا
أنا أعمه أعمى سأنشده
شعرى لأبصر نوره فأرى
من أين أبدأ والحديث غراــ
ــ مُُ فارغ فاه الذي فغرا
بُرْكَانُ شَوْقِي شَبَّ مِنْ حُرَقٍ
تَسْتَبْرِدُ النِّيرَانَ وَالشَّرَرَا
مَا ذَاقَ فَيْضَ غَمَامِهِ سُحُبا
مَنْ لَمْ يَذُقْ بِغَرَامِهِ سَهَرَا
فهواه من قلبي أفجره
ويزيدني توقا إذا انفجرا
أَحْتَاجُ كَمْ شَمْساً أَمُدُّ بِهَا
قَلَمِي لِأَرْسِمَ لِلْهُدَى صُوَرَا
فَإِذَا اسْتَحَالَ الْحُبُّ فَيْضَ رُؤًى
وَالشَّوْقُ ولّدَ فِي الْجُفُونِ كَرَى
يَتَوَجَّسُ الْمُشْتَاقُ خِيفَتَهُ
وَتَزِيدُهُ خَلَواتُهُ حَذَرَا
الْعَبْرَةُ اخْتَنَقَتْ عِبَارَةَ مَنْ
عَبَرَاتُهُ تَتَنَفَّسُ الْعِبِرَا
وَأَبِيتُ مِنْ حُبِّ الْهُدَى ثَمِلَا
أَنَا لَمْ أَذُقْ مِثْلَ الْهَوَى سُكُرَا
لَا غَرْوَ أنْ رَقَصَ الْفُؤَادُ جوى
بِجَمَالِهِ وَ من الْجوَى سكِرا
فَالْفَوْزُ أَعْظَمُهُ مَحَبَّتُهُ
بَيْعاً تَفُوزُ بِرِبْحِهَا وَشِرَا
لَامَسْتُ فِيكَ سَحَائِباً وَنَدىً
وَجَداً وَأَدْمَنْتُ الْهَوَى سَفَرَا
وَقَرَتْ بِقَلْبِي جَذْوَةٌ وَهُدَى
وَالْقَلْبُ قَرَّ بِمَا بِهِ وَقَرَا
وَالْقُرْبُ مَنْزِلَةٌ وَتُدْرِكُهَا
بِالْقَلْبِ مُنْكَسِراً وَمُنْفَطِرَا
الْقَلْبُ شُقَّ لَهُ وَطَهَّرَهُ
رَبُّ الْوَرَى فَبِحُبِّهِ اعْتَمَرَا
فِي طِينَةِ الْجَسَدِ الَّتِي احْتَضَنَتْ
رُوحِي أَرَى مِنْ رُوْحِهِ ظَفَرَا
أَهْفُو إِلَى ظِلِّي وَذَاكِرَتِي
أَتَفَيَّأُ التَّارِيخَ وَالسِّيَرَا
والْقَلْبُ ينْبضُ فِي الْهَوَى نَغَمَا
والحب يفتح للهدى زَهَرَا
سُبْحَانَ رَبِّكَ مَنْ حَبَاك عُلَى
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَطَرَا
غَيْمٌ تُظَلِّلُهُ الْغُيُومُ وَمَنْ
بَيْنَ الْأَنَامِلِ لِلْأَنَامِ جَرَى
وكَمَا يَشَاءُ قَضَى لَهُ قَدَرَا
وَإِذَا قَضَى أَمْراً جَرَى قَدَرَا
لَنْ أُحْصِيَ الْفَضْلَ الْخَفِيَّ وَلَا الْـ
مِعْشَارَ مِنْ مِعْشَارِ مَا ظَهَرَا
وَبِكَامِلِي الْمَقْطُوعِ أَطْمَعُ فِي
جَبْرِ الَّذِي مِنْ خَاطِرِي انْكَسَرَا
الشِّعْرُ يَكْتُبُ فِيهَ مُلْتَمساً
لِلْعَفْوِ عَنْ ذَنْبٍ إِذَا كَبُرَا
فهْوَ الْغَنِيُّ عَنِ الْمَدِيحِ بَلَى
لَكِنَّنَا لِمَدِيحِه فُقَرَا
و اللَّفْظُ وَالْمَعْنَى وَإِنْ صَغُرَا
فِي حَقِّهِ بِمَقَامِهِ كَبُرَا
جُهْدُ الْمُقِلِّ مِنَ الْمَدَائِحِ فِي
بَحْرِ الْمَحَامِدِ ظَلَّ مُعْتَبَرَا
فَاظْفَرْ بِهِ أَبَداً وَخُذْهُ يَدَا
وَافْخرْ بِهِ إِنْ كُنْتَ مُفْتَخِرَا
واجْعَلْ مِنَ الْقَلْبِ الْكَمَانَ كَمَا
يَرْقَى بِحِسِّكَ عازفا وَتَرَا
يُسُرُّ هُدَاهُ وَمَدْحُهُ يُسْرٌ
وَسَيَغْلِبُ الْيُسْرَانِ مَا عَسُرَا
وَلِمَ اسْتَعَرْتَ وَفِي الْحَشَا لَهَبٌ
لَا تَسْتَعِرْ إِنْ كُنْتَ مُسْتَعِرَا
فالْأَقْدَمُونَ بِحبه ظَفِرُوا
وَالْمُحْدَثُونَ جَمِيعُهُمْ ظَفِرَا
نحَتوا روائع في الغرام كما
نحت الغرام جسومهم وبرى
وَتَرَاهُمُ, بِحُرُوفِهِمْ سَلَكُوا
سُبُلَ النَّجَاةِ وَدبّجوا دُرَرَا
بَانَتْ سُعَادُ هُنَا وَعَلِيٌّ هُنَا
زَارَتْ عَلَى شَحْطِ النَّوَى سَحَرَا
وَسَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ إِلَى حَرَمٍ
لَيْلاً كَمَا الْبَدْرُ الْمُنِيرُ سَرَى
وبكاك مشتاق بذي سلم
يذري دما من مقلتيهِ جرى
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِيا
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَرا
وَكَمَا تَشَاءُ خُلِقْتَ مُبْتَدَأً
فِي ذَاتِهِ يَتَضَمَّنُ الْخَبَرَا
الْأَقْدَمُونَ أَعَزُّنا نَفَرَا
وَالْمُحْدَثُونَ أَتَمُّنا نَظَرَا
فَخُذِ المعاني مِنْ مصادرها
وَانثر عليها العجز معتذرا
إِنِّي نَزَلْتُ عَلَيْكَ مُمْتَدِحاً
وَعَلَيْكَ وَحْدَكَ تَنْزِلُ الشِّعْرَا
فَبِك اعْتِبَارُ الْخَلْقِ كَانَ وَلَمْ
يَكُ قَبْلَك الْإِنْسَانُ مُعْتَبَرَا
فبِذِكْرِكَ الْحَرْفُ ارْتَقَى قِمَماً
وَمَنَازِلاً فَوْقَ الْمَدَى وَذُرَى
رَبِحَتْ بُيُوعُ النَّفْسِ مُذْ عَلِمَت
أَنَّ الَّذِي ربح الْخنى خَسِرَا
فَخِلَالُهُ لِلتَّائِهِينَ هُدًى
وَصَلَاتُهُ لِلْجَائِعِينَ قِرَى
وَالصَّبْرُ يَفْتَحُ فِي الدُّنَى سَبَبًا
وَالْأَجْرُ فِي الْأُخْرَى لِمَنْ صَبَرَا
وَغَدًا بِكَ الرَّحْمَنُ يَمْنَحُنَا
بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ عُرَى
حَمْداً لِمَنْ بَعَثَ السراج هُدَى
لِلْعَالَمِينَ لِيَنْشُرَ الْخَبَرَا
حَمْداً لِمَنْ وَعَدَ الْعَبِيدَ غَدًا
أَلَّا يُعَذِّبَ مَنْ لَهُ شَكَرَا
فَلْتَطْرُقِ الْأَبْوَابَ مُشْرَعَةً
فَالْحبُّ فِيهِ تَصَوُّفٌ وَثَرَا ء
وارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَيْهِ مُنْكَسِرَا
فَالْفَتْحُ مَا تَلْقَاهُ مُنْكَسِرَا
هَلْ يَسْتَوِي مَنْ يَعْلَمُونَ وَمَنْ
لَا يَعْلَمُونَ وَ لو غَدَوْا ذِكِرَا
فأقرأ عن الصديق كيف سما
وأقرأ عن الصديق كيف قرا
وأقرأ من الأثر الشريف شذى
قال الحبيبُ مخاطبا عمرا
وتفوز أنى تبتدر كرما
ما ضر عثمان الذي ابتدرا
وأبا الحسين انثر مناقبه
فبذكرها دوح الهدى خضِرا
سَلْمَانُ مِنْكَ وَأَلْفُ أَلْفِ عُرَى
لِخَلَائِقَ تَسْتَقْطِبُ الْبَشَرَا
وَصُهَيْبٌ أَسْبَقُ وَالْقَرَابَةُ بِالْـ
ـإِيمَانِ أَقْوَى بِالْحَبِيبِ عُرَى
وَبِلَالٌ يَصْدَحُ بِالْأَذَانِ عَلَى
آذَانِ مَنْ آذَوْهُ فَاصْطَبَرَا
وعلى الحجارة والجراح سما
فبلال لم يك قلبه حجرا
الصدر في الإسلام عصرُ قِوى
والعجز عن زمن الغُثا صدرا
وهَنُُ يُخَيِّمُ و القلوبُ خوا
وكأننا نتنفس الخورا
لعبت بنا أيدي العدى بلدا
بلدا لنندب حظنا العسِرا
وَصَلَاتُنَا أَبَدًا عَلَيْك بِهَا
نَقْوَى عُرَى وَنُعَطِّرُ الْعُمَرَا
جلَّ الذي رفع السراجَ عُلى
سبحانه بدعائه أمرا
وبجاهه أدعوه محتسبا
وصفاته أن يكشف الضررا
وتعود للإسلام رايته
خفّاقة و نراه منتصرا
صَلَّى عَلَيْه اللَّهُ مَا سَكَنَتْ
نَفْسٌ تسبح باسمه شُكُرا
صَلَّى عَلَيْه اللَّهُ مَا لَهِجَتْ
بِدُعَائِهِ النفس التي فطرا
صلى عليه الله ما رفعت
صلواتنا للسبق من ذَكَرا
أحمد الوالد