إعلانات

"اكبَرْ هو عندي عاكب امجيه"

خميس, 08/05/2025 - 17:04

محمد المنى

 

في مؤتمر ألاك التأسيسي عام 1958 كثُر الهرج والمرج بين مؤيدي خيار الالتحاق بالفيدرالية المالية وأنصار الانضمام للمغرب وممثلي خيار الاستقلال الوطني. ولبعض الوقت وجدت الفئة الأخيرة نفسها الأقلَّ والأضعف، مما جعل المختار ولد داداه ومؤيديه يشعرون بالاحباط والعزلة قبل أن يفصح أمير تكانت عبد الرحمن ولد بكار ولد سويد احمد (الدان) عن موقفه من الخلافات المحتدمة: «أح، موريتان اللا اتعود دولة مستقله ولاهي تابعه ال حد، والل تكانت بعد لاهي اتعود دوله». وبالفعل فقد انتهى المؤتمر باعتماد خطاب الافتتاح الذي ألقاه المختار في صلب المقررات الختامية للاجتماع التاريخي، وفي مقدمتها الإصرار على خيار الاستقلال الوطني دون غيره.

ومنذ مرحلة الاستقلال الداخلي وبداية قيام الجمهورية الإسلامية الموريتانية وحتى وفاته رحمه الله تعالى، ظل الأمير الدان يجادل بأن ما قام به المختار آنذاك لا يوجد بين رجالات جيله مَن يستطيع القيام بمثله أو قريب منه. وكان يقول لجلسائه وزواره وأهل حلته إن شخصاً لا يمتلك صبر وحكمة المختار «ما ايكد يجمع وايكاني هذا افريك اهل لخل ال ينقالو موريتان، بيهم ال كلها ينتر اعلي جيه وحدو، وكلها غالط وماهو طارح ابلد يكون ال راصو، وكلها امللي ماهو عارف كاع الطريق اعلين وأللا عاطي راصو ال لخله..».

ومما يروى أنه بعد الانقلاب على الرئيس المختار، قدِم على الدان مبعوث من اللجنة العسكرية محمَّلا برسالة شفهية مفادها أن الحكم الجديد يأمل من الدان تقديم إفادة تدين الرئيس المطاح به، فرد أمير تكانت على المبعوث القادم من نواكشوط: «هاذ اكبيل ما يرفد بيك.. هذا الراجل عاقل ويعرفها حد كامل جبرو، وآن جاني هون وكلت لو عنو اعدل كذا وكذا وكذا.. ياسر من شي متخالف مع ذ اللي ايكولو هو الدوله والقانون.. ما حمّقني ولا كالي ذاك ما ايكد ايصح.. ولا نكفر لي امللي عنو ذاك لاهي ايعدلو.. وامشى من عندي أكبر هو عندي عاكب امجيه لي من هو سابك امجيه لي.. وكلتها للحِله وطلبت ذاك العام لا يخلك ايشير ما سماوه المختار بي متن اكياستو وعقلو.. ادورني انكوم ظرك وانكول عنو شي ما فعلو الجليل اياك نرضيك انت وكومك اللي مغرش عنكم فتو عدتو عندكم لاندروفيرات والحيوان والديار، وهو والدتو اتوفات ساكنة في تيكيت افبوتلميت، وولدها يوم وفاتها رئيس موريتان وطفل باط ودرجه وعاقل..؟!».

*الصورة من استقبال الأمير الدّان للرئيس المختار في «الحلة» عام 1968