أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، مساء اليوم الثلاثاء، على افتتاح ورشة دعم قدرات الفنانين التشكيليين، المنظمة من طرف اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وتهدف هذه الورشة، التي تدوم ثلاثة أيام، إلى دعم قدرات الفنانين التشكيليين من خلال إبراز دور الفنّ التشكيلي في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية، وإشراك الشباب في الثقافة والفنون، فضلا عن فتح آفاق التعاون بين الفنانين التشكيليين الموريتانيين.
وقال معالي الوزير، في كلمة بالمناسبة، إن الفنون التشكيلية أثبتت عبر تاريخها الطويل، قدرتها الفائقة على تخليد اللحظات، وتوثيق القضايا، وإثارة الأسئلة العميقة، وفتح نوافذ للوعي والتأمل، حيث يولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للثقافة والفنون أولوية خاصة إيمانا منه بأن النهضة الحقيقية لا تكتمل إلا حين تتعانق التنمية مع الوعي، وتتقدم اليد والعقل جنبا إلى جنب.
وأكد أنّ القطاع يولي الفنون عناية كبرى، باعتبارها ركيزة من ركائز الوعي الجماعي، ومجالاً حيويا يستحق كل الدعم والتشجيع، إذ أن رعاية الفنان ليست تفضلا، بل هي التزام تجاه مَنْ يحمل مشعل الجمال في زمن مثقل بالواجبات، حيث تكمن أهمية مثل هذه الورش التي لا تكتفي بالعرض والتدريب، بل تنمي في الفنان وعيه برسالته، وتعزز قدرته على التأثير في محيطه، والانخراط في قضايا مجتمعه وهموم إنسانيته.
وأضاف أن هذه الورشة ليست مجرد محطة تدريبية للتفكير والتجريب والابتكار، بل هي مختبر حي لإعادة اكتشاف الذات الفنية لدى الفنان التشكيلي.
وأكد أن الحكومة وضعت سلسلة برامج سياسات من أجل تعزيز الفعل الثقافي وتثمينه ووضعه في المكانة التي يستحقها ضمن أولويات العمل الحكومي وذلك إدراكا لدوره المحوري في صناعة التحول الاجتماعي وبناء جسور للتواصل بين الاجيال.
بدوره بين الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، السيد محمد ولد سيدي عبد الله، أهمية دعم الفن التشكيلي الوطني وتعزيز قدرات الفنانين، بالإضافة إلى توفير بيئة مناسبة للنقاش وتبادل الخبرات، مما يُسهم في تطوير هذا المجال الحيوي.
من جانبه قال ممثل المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الألكسو، السيد عبد الهادي الغماري، إن الفن التشكيلي يعد لغة إبداعية تعكس ثقافتنا وهويتنا، وتتيح لنا التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل بصري مؤثر، مما يجعله أداة قوية للتواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي.
أما رئيس جمعية الفنانين التشكيليين الموريتانيين، السيد عبد الودود الجيلاني، فقد أكد أن موريتانيا تشهد اهتماما متزايدا بالفنون، وقد تجلى ذلك في ابتكار جائزة رئيس الجمهورية للفنون، وهو ما يعكس أهميتها كوسيلة لتوثيق الثقافة الوطنية، خاصة في بلد غني بتنوعه الثقافي مثل موريتانيا، مشددا على ضرورة استثمار هذه الفرص لتطوير الفن ونقل الخبرات إلى الأجيال القادمة.
من جهته رئيس اللجنة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، السيد سيدي محمد المنصوري الإدريسي، أكد أن الفن التشكيلي ليس مجرد تعبير إبداعي، بل هو سجل حي يعكس تطور المجتمعات وتحولاتها، وجسر يربط بين الماضي والحاضر وينفتح على المستقبل.
حضر الافتتاح عدد من أطر وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان والمهتمين بمجال الفن التشكيلي في البلاد.