عظام وجه شخص بالغ يُلقب بـ"بينك" اكتُشفت في إسبانيا، تعود إلى عضو جديد محتمل في العائلة البشرية، عاش قبل أكثر من 1.1 مليون سنة.عثر عليها علماء في 11 مارس/آذار 2025. © أ ف ب /أرشيف
إعداد:مونت كارلو الدولية
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر" عن اكتشاف أقدم هيكل عظمي لوجه بشري في أوروبا الغربية، يعود تاريخه إلى ما بين 1.1 و1.4 مليون سنة، أُطلق عليه اسم "بينك". وقد عُثر على هذه المتحجرة في حفرة سيما ديل إليفانتي بإسبانيا على عمق 16 مترا، وتضم أجزاء من الفك العلوي والعظم الوجني الأيسر مع بقايا جذر ضرس.
تكمن أهمية هذا الاكتشاف في ندرة الحفريات البشرية في أوروبا الغربية التي تعود لأكثر من مليون عام، حيث اقتصرت الاكتشافات السابقة على بقايا محدودة مثل ضرس حليب وعظمة إصبع يد وفك سفلي. وتؤكد الباحثة الرئيسية للدراسة، روزا أوغيه من جامعة تاراغونا، أن "بينك" يمثل عنصراً جديداً وهاماً في تاريخ التطور البشري في أوروبا.
وتشير الدراسة إلى أن أقدم أحفورة بشرية معروفة في أوروبا قبل "بينك" هي من موقع أتابويركا الإسباني، تعود لنحو 900 ألف سنة. بينما أقدم هيكل بشري في أوروبا عامة هو "رجل دمانيسي" في جورجيا، الذي يعود إلى حوالي 1.8 مليون سنة.
وأظهرت عملية إعادة بناء الوجه ثلاثية الأبعاد أن "بينك" يتمتع بوجه مائل قليلا للأمام، يختلف عن الوجوه المسطحة لأسلاف الإنسان اللاحقين، لكنه لا يمتلك كل خصائص الإنسان المنتصب، ما يشير إلى أن هذا النوع ربما يمثل حلقة انتقالية بين أقدم البشر الأوروبيين و"رجل دمانيسي".
كما تمكن العلماء من التعرف على بيئة حياة "بينك"، التي كانت عبارة عن غابات رطبة ومناخ معتدل تسكنه الحيوانات مثل الطيور والقوارض والمكاك والخيول وأفراس النهر. ويرجح الباحثون أن موقع أتابويركا شكل ممراً طبيعياً مثالياً لتوطين أشباه البشر المبكرين القادمين من أوروبا الشرقية.
ويتسائل الخبراء عن ما إذا كانت سلالة "بينك" قد نجت من الموجات الجليدية الشديدة التي خفضت تعداد السكان قبل نحو 900 ألف سنة. ويرى العلماء الإسبان أن هذا النوع قد يكون انقرض دون أن يترك أثرا واضحا في السلالة البشرية اللاحقة، وهو ما ستسعى البحوث المستقبلية للإجابة عنه على حد تعبيرهم.