
قد لا يقف الكثيرون من المهتمين بقضايا تأسيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية عند التعددية السياسية بين جيلين مختلفين ثقافيا وسياسيا هنا جيل التمدرس الحديث وجيل الأمراء التقليديين الذين خاضت إماراتهم حروبا كاسحة ضد المستعمر الفرنسي خاصة على مدار القرن التاسع عشر أي قبل ورود چزافيي كبولاني XAVIER COPPOLANI
إلى البلاد قادما من السودان الغربي (مالى حيث كلف من قبل الفرنسيين )
1898-1899 بمهمة استطلاع في السودان الغربي (مالى ) مكنته من التعرف على قادة بعض القبائل شرق موريتانيا …
تلك المهمة التي تعد بداية لمسار جديد بموجبه تمت اتفاقيات الإخضاع المعروفة مع قادة البلاد الذين كانت كياناتهم منخرطة حتى ذلك التاريخ في اتفاقيات جزئية دلت على أن مسار المقاومة التي خاضوها كانت غير متكافئة
وقد نالت منهم .
لكن ما يجب الوقوف عنده هو ذلك الانسجام والتماسك فى إطار التعددية السياسية بين جيلين يختلفان ثقافة وتوجها من أمثال الرئيس المخطار والأمير سيد ولد هنون ولد حننا حيث تذكر المصادر أنه بعد الحملة المغرضة التي خاضها قادة الاتحاد المالى : سينچوروكيتا
من أجل ضم منطقة الحوض؛ توجه الأمير سيدي ولد هنون إلى نواكشوط لمقابلة الرئيس المخطار ولم يكن الرئيس المؤسس أشد حرصا على وحدة البلاد من الأمير التقليدي الذي كان قطعا سيحتفظ بامتيازاته أينما حل بل إنه كان الأكثر حرصا على وحدة الأراضي الموريتانية ويذكر معالى الوزير الدبلوماسي أحمد ولد سيدى ولد حننا فى مقابلة مع برنامج ضيف وحوار فى قناة شنقيط ، ما معناه أن الرئيس أعطى للأمير حرية الاختيار بين البقاء ضمن السودان الغربي حيث كان ذلك مطلب حزب الاتحاد الوطني الذي كان فى ذلك الوقت يسعى إلى أن تكون موريتانيا كلها جزء من دول الاتحاد بين مالي والسنغال قبل أن ينفصلا -ذلك الاتحاد الذي تحدث عنه بإسهاب الرئيس المخطار في مذكراته - لكن الأمير سيدي ولد هنون ولد حننا اصر على البقاء ضمن موريتانيا وتعكس هذه الاحداث حرص هؤلاء الأمراء التقليديين على وطن واحد من اجله تنازلوا عن امتيازاتهم الاميرية دونما شرط .
ولم تكن سلطات البلاد ذات الثقافة الحديثة بأكثر منهم حرصا على تماسك ووحدة البلاد علما بأن الامتيازات التي كانت في سوق العرض السياسي شمالا وشرقا كانت مغرية
و الأكثر إلهاما أنهم كانوا يتعاطون الشأن العام مع السلطات بنفس الندية تقريبا مع المواطنين
هؤلاء هم الذين ينبغي أن لا نواصل إهمال الحديث عنهم عندما يتعلق الأمر بدولة الاستقلال وجيل التأسيس …