إعلانات

الشاعر محمد بن أبنو  ..الخروج على النسق !!

اثنين, 13/01/2025 - 15:24

 

نظمت وحدة إحياء التراث ( وحي ) ندوة علمية صباح السبت 10 يناير 2024م بمدرج الإمام مالك بمباني المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
 كان موضوع الندوة ( الريادة والتجديد في الشعر الموريتاني ) من خلال ثلاث محاضرات تناولت أشعار ثلاثة شعراء موريتانيين حازوا  قصب السبق والريادة قي الشعر الموريتاتي 
وهم : محمد بن أبن الشقروي، وابن رازكه العلوي، والمختار بن حامد الديماني...

أولى هذه المحاضرات تناولت محمد ولد أبن رحمه الله تعالى، تحت عنوان : ( الخروج على النسق في الشعر الموريتاني : مقاربة في شعر ولد أبن )، قدمها الدكتور محمد المشري ولد باب ، وقد ترأس الندوة الدكتور أحمد حبيب الله ، وحضرها لفيف من الدكاترة والمهتمين بالشأن الثقافي، وجمهور عريض من طلاب المعهد العالي غصت بهم جنبات القاعة.

كان العرض الذي تفضل به الدكتور المشري دون المأمول وحتى المتوقع، وكان يشكل بحد ذاته خروجا على النسق المألوف المتعارف عليه في تناول الشخصيات العلمية والأدبية، إذ لم يتعرض لشعر محمد وشاعريته، وإنما تحدث في عموميات أقرب إلى الفلسفة والتفلسف منها إلى أي شيء آخر. إذ تحدث باستفاضة عن نظرية " أيديولوجيا العنف " أو " عنف الأيديولوجيا " لدى " الزوايا "، محاولا إسقاطها، حسب ما يُفهم من سياق الحديث لا منطوقه على إنتاج الشاعر، وكأن شعر محمد بن أبن المتعدد الأغراض والمضامين والرؤى والسياقات، منزعه واحد وهو مجرد استجابة لتلك النظرية البائسة وتعبير عنها؟!
وفي نهاية العرض، تطرق المحاضر بشيء من الإسهاب المخلّ لـ" المصغرتين " المشهورتين بين محمد وغريمه المصباح، رحمهما الله تعالى، دون أن يشير إلى أن هاتين المصغرتين تمثلان ملمحًا تجديديًا في الشعر العربي لم تسبقا إليه خلال مسيرة الشعر العربي الممتدة طولًا وعرضًا.
وأثناء سير الندوة، وقبل انتهاء العروض الثلاث، نبهتُ المشرف على برنامج الندوة، الدكتور الفاضل السمح : محمذن المحبوبي على أن ما جرى - في حده الأدنى - يعتبر تقزيما لهذه الشخصية التي ملأت الدنيا وفتنت أهلها بجمال شعره وشاعريته وريادته للأدب بشقّيه الفصيح والشعبي في هذه البلاد بلا منازع!!
وقد استجاب الدكتور المحبوبي فورًا لهذا التحفظ، مبديًا تفهمه ووجاهته، عارضًا عليّ التدخل تصحيحًا أو استدراكًا بالشكل الذي أريد بعد انتهاء العروض الرئيسية، وهو ما تم بالفعل.
ورغم ضآلة الوقت المسموح به للنقاش والتعقيب، شكرتُ المحاضر على عرضه القيّم الذي تعلمنا منه أنه يمكن أن نتناول شخصيةً مركبة ذات أبعاد مختلفة مثل محمد بن أبن دون أن يستشهد - ولو عرضًا - ببيت واحد من شعره، متجاوزًا في ذلك التحليل البنيوي الذي يقول بموت المؤلف إلى مقاربة تحليلية جديدة تبدو أنها أكثر عنفًا وفتكًا، تُعدم النص وصاحبه!!
كما تطرقت في حديثي لتفنيد بعض الحكايات غير المؤصلة التي جرت - للأسف - على ألسنة بعض منعشي الندوة - وربما عن حسن نية - مؤداها: أن ولد ابن ألانَ القول لمناوئيه في آخر أيامه بعد أن سقاهم بشعره ( عصارة حنظل، وداهية دهياء أنيابها عصل )!
لأختم القول بأن خلع صفة الهجاء بوصف المبالغة على الشاعر، والذي تكرر من بعض المتحدثين، غير دقيق؛ لأن نصوص المدح في الديوان أكثر بكثير من النصوص الأخرى التي لاتعدو في أغلبها - إذا أمعنا النظر - كونها تعبيراً عن قناعات فكرية ومذهبية ألزم الشاعر نفسه بالدفاع عنها انتصاراً لرأيه ومذهبه. .. لتتالى بعد ذلك التعقيبات التي كانت كلها إشادة بالشاعر وقراءة لبعض نصوصه الشعرية الطافحة بالجمال والتوهج والإبداع! .

 

محمدن أحمدو أحا