الذكري السابعة لرحيل شقيقي الشاعر الشيخ ولد بلعمش
صباح ذلك اليوم الحزين 08 دجمبر 2017 ايقظوني فجرا بالهاتف على خبر رحيل شقيقي "الشيخ " دون سابق انذار ! .. كان الأمر مفاجئا جدا لي ، فقد كنا نتحدث في حدود الساعة صفر و أخبرته ببعض المستجدات السارة و كان مسرورا و في صحة جيدة ..لا أعرف كيف تقبلت الأمر سريعا
ربما لأنها ذات الطريقة التي تعودوا أن يخبروني فيها بموت المحببين على قلبي : اخوتي قبله و والدي ..تغمدهم الله جميعا و سائر موتى المسلمين بواسع رحمته
وهبني الله صبرا عجيبا وبدأت في تقبل الأمر الذي لا محيد عنه ، أخبرت الوالدة - رزقها الله جزاء الصابرين - و بدأنا - أنا و أخي محمد الأمين - في ترتيب اجراءات النقل إلى نواكشوط كي يكون قريبا نزوره مع اخوته ..
صحيح عاش الشيخ حياة قصيرة بقياس السنين 44عاما ، لكن كانت حافلة بالعطاء و عريضة بما خلد من مآثر كما قال أحد المعزين ..
ليس " الشيخ " في الواقع إلا نسخة واقعية من أشعاره التي يتناقلها الناس ، كرها للظلم و طلبا للعدل ، أشهد له بحب المساكين و إيثارهم و أعرف تضحيات له في هذا الجانب ، كان يتحدث دائما عن تفاهة الحياة و يقول لي " هذه الحياة الدنيا ما اتورط .." ، رزقه الله محبة المصطفى صلى الله عليه و سلم و كان يراسلني دوما بجديد المدائح و نوادرها حتى لا يفوتني خير من هذا الجانب ..
كان الشيخ ثائرا على التقاليد المادية و لا يصمت على ظلم مهما كان فهو يسجل موقفه و ليكن بعد ذلك ما يكون.. نجا بأعجوبة من الطرد من سنيم بسبب نص شعري له ، و وجد صعوبة في الحصول على شهادته بسبب أشعاره ..
كانت فلسطين بالنسبة له قضية المسلمين الأولى لذلك لم يتحمل قلبه الطيب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل .. في ذلك السحر تمالك نفسه و سجل لنا صوتية أن قناعته أن القضية الفلسطينية لن تموت ما دام عرق التوحيد ينبض في هذه الأمة .. ثم أسلم روحه لبارئها
رحمه الله و رزقه أعلى المراتب في الفردوس الأعلى من الجنة
الحمد لله رب العالمين