بقلم الصحفي حامد المختار
في الصورة أربعة رجال في ملعب لكرة القدم؛ أحدهم يرتدي قميص المنتخب السنغالي.
الصورة كما هو باد لها علاقة بكرة القدم، لكن لا علاقة لها البتة بالمنتخب السنغالي، إنها ملتقطة في ملعب شيخا بيديا وسط العاصمة نواكشوط لعضو في الجهاز الإداري للمنتخب الوطني لكرة القدم ربما لم يجد في خزانة ملابسه سوى قميص منتخب جار صرح مدربه سابقا أن موريتانيا تجنس لاعبي بلده، وكثيرا ما شهدت المباريات الثنائية بين المنتخبين الكثير من التنافس الحاد.
التماسا للعذر لصاحبها، كان على الاتحادية الموريتانية لكرة القدم أن تخرج بعذر تبرر فيه هذا الاحتقار الفج بالقول إن الصورة مفبركة مثلا، لكن أن تبقى على الصامت فهذا في ذاته احتقار للمشجع الموريتاني الذي استفزت مشاعره بارتداء إداري في الاتحادية لقميص فريق منافس وفي قلب أهم ملاعب البلد.
الملاحظ أن جل الصحافة الرياضية الذين نشروا الصورة وكتبوا عنها لم تعد موجودة على صفاحتهم، ربما تلقوا الأوامر بحذفها.
لكنها تبقى وصمة عار في جبين الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، فكيف لموظف في الاتحادية أن يرتدي قميص منتخب آخر في وضح النهار ووسط الملعب الرسمي للمنتخب الموريتاني، لكن الأمر مبرر فرئيس الاتحادية معذور إذ إن بعض من يديرون الشأن الكروي تحت إمرته قادرين على تحطيم صورته الوهمية التي يسوقها للخارج والتي يعمل عليها منذ فترة، وليس جلبه لتقنية الفيديو المساعد لتطبيقها في ملاعب عبارة عن بعض الجدران إلا للاستهلاك الخارجي.
كان على الاتحادية أن تصدر بيانا حول القضية لكن لا داعي له ما دامت الأقلام تشترى وتباع.
هذا الاحتقار ينضاف إليه احتقار من نوع آخر، فقبل أولى مباريات المنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، ظهر مدرب المنتخب الوطني في فيديو على تيك توك يتصل فيه بلاعبة المنتخب الوطني للسيدات سابقا عمان عبد القادر فكان من الأولى أن يكون منهمكا بالتحضير لمباراة الافتتاح المهمة ويكون قدوة للاعبيه.
فمتى سنصبح أمة من أمم كرة القدم يا ولد يحي في ظل كل هذا الاحتقار؟