إعلانات

وثيقة تاريخية... بيعة أوﻻد أبييري للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي

ثلاثاء, 23/07/2024 - 06:58

 

وثيقة تاريخية

هذه وثيقة تاريخية شكلا ومضمونا، ومنشئا وناقلا، يعود تاريخ إنشائها إلى وفاة الشيخ سيدي الكبير عام 1867م، وتم نسخها قبل نحو 73 عاما، على يد العالم اﻷديب النحوي اللغوي الأستاذ أحمد بن مولود بن داداه رحمه الله..

وقد نشر صورة الوثيقة أخي النقيب المحامي اﻷستاذ أحمد بن والدنا يوسف بن الشيخ سيدي، لكن تعذرت على البعض قراءتها من خﻻل الصورة، فرايت أن من المفيد للراغبين أن أقربها إليهم وأسهل قراءتها عليهم، عسى أن يكون في ذلك ما ينفع الناس ويمكث في اﻷرض، صلة لﻷرحام وإسكاتا لبعض نافل القول والخصام..

عبد الله ابن إسحاق ابن الشيخ سيديَّ

 

19 ذي القعدة 1440 هجرية

21 يوليو 2019 ميﻻدية

○•○•○

بيعة أوﻻد أبييري للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي، بعد وفاة أبيه والتعزية فيه، رحمهما الله تعلى ورحم السلف أجمعين وبارك في الخلف والمحبين:

الحمد لله الحي الدائم الباقي الذي ﻻ يموت، القاضي على عباده بعدما أنشأهم بالموت والفوت، والصﻻة والسﻻم على من هانت المصائب في جانب مصيبته، وعلى آله وأصحابه القائمين بعده بمصالح أمته..

أما بعد أيها الناس توبوا، وإلى ربكم فأنيبوا، واعلموا أن ﻻ باقي إﻻ الله، وأن ﻻ بقاء لمن سواه، وتعزوا بمصيبة النبي اﻷواب، فإن فيه عزاء لكل مصاب، واذكروا قول الله تعلى في الفرقان ((كل نفس ذائقة الموت وكل من عليها فان))، وثقوا بأنا لو استطعنا دفع الخطب الذي حل بنا لدفعناه، ولو كان يفتدى بالنفوس لفديناه، ولكن ما على الله في حكمه من معتب، وﻻ ﻷحد عما قضى به من مهرب، فاصبروا لحكم الله واحمدوه، وعلى ما أسدى عليكم من نعمه فاشكروه، حيث متعكم بشيخكم المرحوم مدة زهاء أربعين، أحسن فيها ما لم يحسنه غيره زهاء المئين، وسعكم معروفه وفواضل نعمته، ولم تنقموا عليه شيئا في صحبته، فهو الوالد المترفق، والشيخ الناصح المتدفق، بث فيكم علمه ومفاده، ومحضكم نصحه ووداده، لم شملكم ورأب نأيكم، أرشد غاويكم وأكسب معدمكم، أصلح ذات بينكم، وسعى في صﻻح شأنكم، أصلح قلوبكم من فسادها، وقاد نفوسكم لرشادها، سن لكم المكارم وأجﻻها، وأنزلكم من شماريخ العز ذراها، ترككم على الملة القويمة، والحنفية البيضاء المستقيمة، ﻻ ميل فيها وﻻ عوجا، أدخلكم فيها فوجا فوجا، فكان وعده مبرورا، وسعيه عند الله مشكورا، فطوبى لمن غرف طبعه من طبعه، ولمن كان في سمعه وطوعه، فجزاه الله خيرا عن أهل زمانه، وأجزل مثوبته بفضله وإحسانه..

ثم قبضه ربه لدار كرامته، ولقد ترك فيكم ابنه خليفة يحمد، دعاه بالشيخ سيدي محمد، ورثه وراثة تامة، للخاصة وخاصتها والعامة، علما وحلما وتربية وديانه، وسخاء وسياسة ونزاهة وأمانه، والله إنه لمصب ميزاب أبيه الخضم، وماتح زﻻل تياره الغطمطم، والصدف الفرد الذي يختزن فيه، والدر النفيس المصون كان لديه، استهل والتربية ﻷبيه مرتع، فأرضعه من ثديها حتى تضلع.

ولعمري لئن أحسنتم الظن بهذا الوحيد، وتيمنتم بطالع نجمه السعيد، واستننتم بهديه ورشده، وأقمتم على دعوته وعهده، لتسليتم به عن أبيه، ولوجدتم فيه ما عهدتم فيه، ولقرت بفعاله عيونكم، ولطابت بمساعيه نفوسكم، ولوسعتكم نتائج أفكار لبه المصونة، ولوردتم فيض معين بحره ظماء، ثم صدرتم كما تشاؤون رواء، ولتزاحمتم عليه طلبا لنائله، وحرصا على رشفة من وابل فضائله، وسيرى منه إن تقصى النظر أولوا اﻷلباب، فيما وليه إن شاء الله العجب العجاب، وافقت مدته مدة النبي عليه السﻻم في بعثته، وفيه اﻹشارة إلى نجح أمره واستقامة دولته، بارك الله له في عمره، وأنسأ له في أثره، وجعل في طاعته مهتمه، وثبت على اﻻستقامة قدمه.

ثم إنا وفود أبناء أبيير وفدنا، للتهنئة والتكرمة والوفاء بما وعدنا، فما منا إﻻ محب ودود، وليس فينا حسود وﻻ حقود، جئنا مبايعيين لك بالسمع والطوع على وفق بيعة اﻷنصار بالعقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن في حكمك وطوع يدك، منقادين ﻷمرك، مجمعين على نصرك، ننصرك ما بقينا، ونمنعك ما حيينا، نحميك مما نحمي منه أزرنا، ونبذل دونك مالنا ومهجنا، نحارب من حاربك، ونسالم من سالمك، نمحضك ودادنا ونعطيك قيادنا، نجيب دعوتك ونصدق كلمتك، وﻻ يناجيك من دوننا أحد، على حب من أحب وعلى رغم من حسد، وليعلم الناس أنا العشيرة الدافعة والفصيلة المؤوية القامعة، من ضئضئ عمرو العﻻ هاشم، وسلالة جعفر ذي المكارم، قد خصنا الله بك وبأبيك من قبلك، والناس كلهم من وراء ذلك، فبالله ورسوله ثم بكم كان انتصارنا، وبكم كان عزنا وافتخارنا، خلد الله مجدكم ومآثركم، وأدام عزكم ومفاخركم.. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين، ورضي الله تعلى عن أصحابه المهاجرين، وأنصاره حماة الدين المبايعين، وعن التابعين وتابعي التابعين، وعن المشائخ واﻷمراء أئمة الدين، ويغفر الله لنا ولكم أجمعين آمين.

كتبه أحمد بن مولود بن داداه ﻻثنتي عشرة خلت من شوال عام 1367هجرية،

من خط منشئه محمد محمود بن عبد الفتاح اﻷبييري البدي مريد الشيخ سيدي، تيب على الجميع بجاه النبي الشفيع