تونس تعين أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي بعد فشل مخطط تبون
طارق بن سالم يخلف مواطنه الطيب بلكوش على رأس الاتحاد المغاربي
تونس - العرب:
أعلنت وزارة الخارجية التونسية، مساء الاثنين، تعيين الدبلوماسي التونسي طارق بن سالم أمينا عاما جديدا لاتحاد المغرب العربي لمدة ثلاث سنوات، وذلك بداية يونيو المقبل، ليخلف مواطنه وزير الخارجية التونسي الأسبق الطيب البكوش الذي عيّن في المنصب في مايو 2016 إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان لها أن تعيين طارق بن سالم جاء "وفقاً لمقتضيات معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي لسنة 1989، وباقتراح من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، وبعد موافقة جميع قادة الدول الأعضاء في الاتحاد".
وتأسس اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير 1989 بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا.
ويعد طارق بن سالم (64 عاماً) من كوادر وزارة الخارجية التونسية، واشتغل منذ عقود في العمل الدبلوماسي، بعدما التحق بالوزارة سنة 1990 وتقلّد بها مناصب عدة، آخرها سفير فوق العادة ومفوض للجمهورية التونسية لدى فيدرالية روسيا سنة 2019.
وبن سالم حاصل على الدكتوراه في القانون العام من كلية الحقوق بباريس في سنة 1984 وشغل منصب المدير العام للتعاون مع أوروبا والاتحاد الأوروبي، وسفير تونس بمالي والنيجر وبوركينا فاسو.
كما تقلّد مهمة مدير العلاقات الأورومتوسطية والمنسق الوطني لمسار برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط ومنسق مسار الهجرة، وغيرها من المهام الديبلوماسية.
ويأتي هذا التعيين بعد شهر من اجتماع تشاوري استضافته العاصمة التونسية في 22 أبريل الماضي، جمع الرئيس التونسي قيس سعيد ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الذي سارع بعد ساعات قليلة من انتهائه بإيفاد مبعوثين شخصيين إلى كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، محملين برسالتين منه يؤكد فيها أن بلاده تنأى بنفسها عن خطة تبون لإنشاء اتحاد ثلاثي مع تونس وليبيا.
ولاحقا أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة والرئيس الموريتاني خلال لقاء عقداه الأسبوع الماضي على ضرورة تفعيل الاتحاد المغاربي، في إشارة واضحة إلى الجزائر تفيد باستحالة إنشاء هيكل مغاربي جديد.
ودفع الموقف الليبي المتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي الحالي الجزائر إلى التراجع عن فكرة التكتل المغاربي الجديد، بعد أن تبين لها أن مخطط تبون حكم عليه بالفشل للدور الهام لكل من الرباط ونواكشوط في المنطقة، وهو ما دفع وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى القول بأن الاجتماع التشاوري الأول ليس بديلا عن اتحاد المغرب العربي.
وأكد عطاف في تصريح لوسائل الاعلام الجزائرية الأسبوع الماضي أن الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع مؤخرا بتونس قادة الجزائر وتونس وليبيا "كان ناجحا، وهو ليس وليد ظروف خاصة، كما أنه ليس بديلا لاتحاد المغرب العربي".
وصرح عطاف بالقول إن "اللقاء التشاوري بين القادة الثلاثة بتونس ليس موجها ضد أيّ طرف، وإن اتحاد المغرب العربي يظل مشروعا وهدفا تاريخيا، وإن باب المشاورات يبقى مفتوحا أمام الجميع إذا توفرت النية والإرادة السياسية" وهو موقف يتعارض مع تقرير وكالة الأنباء الرسمية نشرته في 29 أبريل الماضي اتهمت فيه اتحاد المغرب العربي بأنه " ميت دماغيا" وأنه كان يعيش غيبوبة مميتة متناسية أن الدور الجزائري السلبي وسعيها لتعزيز الانقسام من خلال دعم جبهة بوليساريو وإثارة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية كان من بين أبرز أسباب حالة الضعف.
وكان الأمين العام المنتهية ولايته، الطيب البكوش، قد تعرض لهجوم واسع من وكالة الانباء الجزائرية ووصفته بأنه تابع للسياسة المغربية وهو ما اثار انتقادات واسعة في تونس ضد تلك الهجمة الجزائرية غير المبررة على سياسي تونسي تولى العديد من المناصب.
وسبق أن أعرب البكوش عن رغبته في مغادرة المنصب منذ أشهر، حيث كشف في حوار إذاعي في يناير 2023، لإذاعة "إي أف أم" التونسية، أنه طلب من دول المغرب العربي الخمس تعويضه، ولكن الرد الرسمي الذي تلقاه، أعلمه بعدم وجود إمكانية لتعويضه في الوضع الراهن، وخروجه من رئاسة الاتحاد يعني موت المنظومة.