إعلانات

علاقتى بك ياعمير لا تكفى أسطر قليلة لشرحها

سبت, 06/07/2024 - 01:21

حبيب الله أحمد

 

 

ظاهرت بين بردى ثلج وبرد ورحلت بهدوء

موعدك مع الغيم لا تخلفه فأنت رجل وفي ليس فى قاموسك خلف الوعد

لم تجد وقتا لتودعنا ونحن ايضا لم نجد سوى دموع خرساء نذرفها مودعين وقد ابتعدت عنا جسدا وإن ذكراك وطيفك وبصماتك على حياتنا كلها لشاخصة تستفزنا بأن نمضي قدمافى احزان بلا شواطئ

أعرف أنه كان بودك أيها الأمير المرابطي والمرابطي الأمير أن تعانقنا فردا فردا بحنان وألفة وانت ترحل عنا

اعرف تواضعك واخلاقك منذ التقيتك لأول مرة مع بدايات الصحف الورقية ذات مساء فى المستشفى مع أخيك وفقيدنا حبيب ولد محفوظ

مبتسمين كنتما طوال الوقت

انيقين ثقافة وصحافة واخلاقا ومظهرا

لقد كانت مدرستكما فى الكتابة والصحافة مدرسة أخلاق وقيم وترفع عن النقائص

حملتما موريتانيا الوطن والثقافة والمجتمع واللحمة إلى قراء الفرنسية ولم تحملا فرنسا إلى القراء الموريتانيين

دافعتما بصبر وأناة وشجاعة عن قيم الصحافة وتحملتما فى سبيل الكلمة كل ماهو ممكن من تضحيات

عمير

لقد كنت لنا عميدا واخا واستاذا

لم تتغير لم تتكبر

كنت كما انت طينة إخلاص وثقافة واخلاق

كورت من" المحصر" و" إيكيدى" ثقافة مزجت بين مضاء السيف وقداسة اللوح فسكبتها بلغة ( موليير) رسالة تعايش وحب وود ووطنية

كنت قارء نهما تكتب بأناقة

علاقتى بك ياعمير لاتكفى أسطر قليلة لشرحها

لم تكن بدايتها من جريدة " المنبر " النسخة العربية من " لاتريبين" حيث كنت اكتب عمودا وكنت خارج طاقم الجريدة فقط أحضر العمود ويكفينى انه نشر

ولن أنسى انك كنت تفول( حبيب الله المادة اللى إيجيب ما تصحح نهائيا الا تنتشر توف )

وكانت شهادة ما أود أن لى بها حمر النعم من صحفي فذ وكاتب مقتدر

كنت طوال تاريخنا فى الصحافة تمنحني الامل لأكون صحفيا

وجرعة معنوية لاكون كاتبا واريحية خارقة لاكون مبدعا

مع اننى اعرف اننى لست كاتبا ولا صحفيا إلا أن اخلاقك فى كل مرة عندما نلتقى تعطينى انطباعا باننى فعلا كاتب وصحفي

مرات هنأتنى على مقالات وتدوينات ومرة قلت لى إن فقرة من أحد مقالاتى تستحق الترجمة فترجمتها بأسلوب فاخر وقوي

طلبت منى ان اكتب عمود( الشارع الأخير ) فى الصفحة الأخيرة من جريدة ( الشعب) أيام كنت مديرا لوكالة الانباء

قلت لك

( لا يمكنني ذلك لا أريد احراجك فالشارع الأخير "حموضي" بطبيعته لا يصلح لجريدة حكومية ليست ماشية على غرظها)

قلت لى ضاحكا

( حبيب الله حاول اتخفف من حموضة الشارع الأخير ننشروهلك رانك لين أتجيك ذيك الحموضة اللى درس فيك اكتبها أعل صفحتك فافيس بوك محق عنها تسبك جريدتن وتلحك ابليدات كاع ما تلحكها)

قبلت اعتذارى وتفهمته

قبل ذلك ابديت إصرارا على أن اساهم فى صفحة منوعات جريدة الشعب فكنت من حين لآخر أنشر فيها مواضيع ساخرة غير موقعة غالبا

قبل أقل من شهر هاتفتنى تبحث عن تدوينة كنت كتبتها فى صفحتى الأولى التى اغلقها( مارك) قسرا

بحثت عنها فى Google فوجدتها وارسلتها اليك فهاتفنى ممتنا قائلا إنك كنت تحتاجها فى سياقات عملك الإعلامي

عمير

هل اقول لك إننا بكيناك

هل احدثك عن صحفيين متعففين كنت تستدعيهم لمكتبك وتساعدهم خفية وبهدوء ودون صخب

هل اذكرك بتواضعك فى حلقة إذاعية حضرتها معك حين قلت للصحفي

( حبيب الله هاذ مشكلة ما انكدو نتكلمو سابكو ولين يتكلم ما اتل عندن شى كايلينو)

من غيرك يتواضع لهذه الدرجة أمام شخص مثلى لا ظهر فيركب فى مجال الصحافة ولا ضرع فيحلب فى مجال الكتابة

عمير

رحلت ولكن انت هنا قيما وتراثا

اخلاقا وثقافة

تاريخا صاخبا من الكفاح فى سبيل صاحبة الجلالة

( لست ارثيك لا يجوز الرثاء

كيف يرثى الجلال والكبرياء )

سقى الله قبرك الناضر هتون السحب ورحمك وغفر لك

والهمنا جميعا وفى كل مكان جميل الصبر والسلوان ونحن نعيش هذا الفراغ الذى خلفه رحيلك فى حياتنا كلها.