إعلانات

المنتدى الإسلامي يشارك في "لقاء قادة المقاومة"

أربعاء, 12/06/2024 - 06:34

 

احتضنت العاصمة القطرية الدوحة في 25 من ذي القعدة 1445هـ / الموافق لـ 02 يونيو 2024 م لقاء قادة المقاومة بوفود علمائية ومؤسسات إسلامية تمثل أكثر من ثلاثين بلدا، وقد انتظمت الجلسات النقاشية والمداخلات على مدار يوم كامل، ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انطلاق العدوان على قطاع غزة، وقد بحث اللقاء القضايا المتعلقة بطوفان الأقصى والقدس وفلسطين، مع بيان أهم المستجدات والتطورات، وواجبات الأمة تجاه القضية، وكان المؤتمر بدعوة وتنظيم من هيئة علماء فلسطين.

 

 في مستهل اللقاء رحب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس السيد/ إسماعيل هنية بالوفود المشاركة، وذكر بدور العلماء، ومركزية هذا الدور وأهميته لدى الحركة، التي أسسها علماء وينتظم فيها عشرات العلماء، وتحرص على الاستماع للعلماء داخل فلسطين وخارجها، كما ذكر بأن معركة الطوفان معركة كل الأمة، وأن غزة أشعلت الفتيل لكنها بأمس الحاجة لدعم ومساندة الأمة لأجل المواصلة وتحقيق النصر وحماية المقدسات، لذا كان لزاما وضع ممثلي الأمة من علماء وشخصيات إسلامية في سياق الأحداث ليحملوا الرسالة لبقية الأمة.

 

كما تحدث هنية مطولا عن معركة الطوفان: الدواعي والتداعيات، والمراحل والمسارات، وحجم الخسائر والتضحيات، والمآلات ومسارات التفاوض وفرص الحل، وبعض مشاهد البطولة والتضحية والفداء، وتقويم شامل للخسائر والأضرار، التي تتطلب مضاعفة جهود المساندة من الأشقاء، لدعم صمود الأهل في الجبهات ومخيمات اللجوء، وكان تعقيب رئيس الحركة في الخارج السيد/ خالد مشعل في نفس السياق، مع التأكيد على معاني الثبات، ورصد بشارات النصر رغم ألم المصاب.

 

وخُصصت بقية الجلسات لكلمات العلماء ومداخلات الوفود، حيث صبت كلها في اتجاه ضرورة الخروج برؤية وإطار منظم لحشد واستمرار الدعم، وكان من بين المتحدثين الشيخ العلامة محمد الحسن الددو والأستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي من اتحاد علماء المسلمين، إضافة إلى ممثلي هيئة علماء فلسطين، وبقية الهيئات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر.

 

وقد مثل المنتدى الإسلامي في المؤتمر وفد برئاسة فضيلة الشيخ أحمد مزيد البوني، وعضوية كل من الشيخ أحمد الخيراني الحسني والأستاذ باب أحمد القصري، وكانت للوفد مداخلات ومقابلات ولقاءات بالقادة والوفود خلال جلسات المؤتمر وعلى هامشه، أبرزت الدور الريادي لموريتانيا في خدمة القضية، وعرفت بالمبادرات والجهود المبذولة في هذا الصدد.

 

وفي مداخلته بالجلسة العامة نقل الشيخ أحمد مزيد البوني للقادة والمؤتمرين تحية ومؤازرة المنتدى الإسلامي ومن ورائه الشعب الموريتاني، كما اقترح تحويل النقاش لما يشبه ورشة عمل لتقريب وجهات النظر حول القضايا المثارة، والنظر في جميع الأبعاد الشرعية والواقعية للخروج برؤى ومواقف وفتاوى تتجاوز ضغط اللحظة، وتستجيب لظروف مختلف البلدان حتى يستمر الدعم والعطاء، كما طالب بالخروج بأفكار واقعية تبني ولا تهدم، تبني على الموجود وتكمل المفقود، مع مراعاة خصوصية البلدان، السلبية والإيجابية، لاستثمار كل ذلك في دعم القضية، وفي الختام طلب من قادة المقاومة أن يضعوا أمام العلماء والمفكرين معالم تجربتهم للاستفادة منها والبناء عليها.

 

كما عرف الشيخ أحمد الحسني بمبادرة القبائل الموريتانية فكرة وأهدافا، وعرج على بعض محطاتها الفارقة، وبين حجم ما قدمته بالأرقام، والتي أكد أمين المالية في المقاومة صحتها، ونالت تفاعلا وإشادة كبيرة من القادة والوفود، كما نبه الشيخ إلى أن ذكر الأرقام ليس بغرض المن، وإنما لوضع هذه الفكرة موضع القدوة، ودعا إلى تصدير هذه المبادرات إلى البلدان ذات الوضع العشائري المشابه، كما اقتراح أن يضغط العلماء على حكوماتهم للانضمام إلى الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا، والعمل على كسر كل عزلة يراد فرضها على قيادة المقاومة.

 

وطالب الأستاذ باب أحمد القصري بتجاوز الانفعال باللحظة إلى الفعل المؤسس المنظم، وفق أهداف وخطط عملية قابلة للتنفيذ والاستمرار، والانطلاق من قراءة واعية وإدراك لطبيعة كل بيئة وإكراهاتها وظروفها وإمكاناتها، ليساعد كل بما يستطيع، لا أن نبقى في حلقة مفرغة ونقاشات عامة لا تجد لها تجسيدا على أرض الواقع، ولا تسهم في رفع الغمة وتقديم الدعم اللازم لأهلنا في غزة، كما أشار لضرورة تحريك وسياسة وتنظيم جهود العلماء، ولن يكون ذلك إلا بتوظيف الطاقات المتخصصة في الاعلام والسياسة والإدارة، وأنه أضحى لزاما على العلماء الاشتباك المباشر مع الواقع والنزول للميدان، وصنع القدوات التي تأخذ بيد الجيل وتقوده نحو الأهداف.                                                                                     

 

وقد خرج المؤتمرون بجملة من التوصيات والقرارات أهمها: 

أولاً: الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في جهاده الواجب ومقاومته ضدَّ العدو الصهيوني الغاصب، وأن علماء الأمة جزء من هذه المعركة يدًا بيد مع المجاهدين.

ثانياً: أنَّ حركة المقاومة الإسلامية حماس وجميع فصائل المقاومة على أرض فلسطين هي حركات تحرر وعنوان جهاد في الأمة وأنها تمثل ضمير الأمة وتطلعاتها في التحرير والتمكين.

 ثالثاً: أن القدس والمسجد الأقصى المبارك هما محور الصراع بين الأمة الإسلامية والكيان الصهيوني وداعميه، فعلى الأمة بمؤسساتها وشرائحها كافة أن تضطلع بمسؤوليتها التاريخية وواجبها الشرعي في العمل على تحرير فلسطين والمسجد الأقصى ومواجهة المخاطر التي تتهدد مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

 

رابعاً: ضرورة استثمار المتغيرات والتحولات الكبرى التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى استراتيجياً وحضارياً، وعلى أبناء الأمة الإسلاميّة أن يكونوا على الجانب الصحيح من التاريخ فإن المشروع الصهيوني يشهد نهايته.

 خامساً: وجوب العمل على توحيد الأمَّة الإسلامية بجميع مكوناتها في مواجهة العدوِّ وحلفائِه، ونبذ النزاعات التي تعمق الشروخ وتزيد الفرقة، فالعدو يستهدف بيضتها بمكوناتها وتياراتها كافة. 

 سادساً: تحريم وتجريم التطبيع مع العدوِّ الصهيونيّ بكلِّ صوره وأشكاله، وتفعيل المقاطعة الشاملة للمؤسسات الداعمة للكيان الصهيوني، والمؤسسات المطبعة معه. 

 

وفي الختام وجه المؤتمرون التحيّة للأهل في غزة نساءً ورجالاً وأطفالاً، شباباً وشيبا، وللمجاهدين القابضين على الزناد، وجددوا ثقتهم في قيادة المقاومة، ودعمهم لها في معركتها الميدانية ومعركتها السياسية التفاوضيّة، للوصول إلى وقفِ حربِ الإبادة الجماعية، والانسحاب الكامل لقوات العدو من غزة، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل أسرى جادَّة تُنهي معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.