في وقت مبكر من يوم 8 ديسمبر 2005 طرق السائق محسن باب البيت وكان معه الزميل المصور الذي انتدب معي لتغطية القمة الإسلامية.
الرحلة إلى مطار الإمام الخميني من منطقة سعادة آباد، حيث أسكن، تستغرق ما لا يقل عن ساعتين مع زحمة الصباح.
في بهو المطار التقينا بعدد كبير من الصحفيين والمراسلين. يعرف رفيقي المصور أغلبهم، من بينهم الزميل ملائي الذي التقيته قبل ذلك بيومين في القهوة المقابلة لمبنى الإذاعة والتلفزيون على شارع ولي العصر، تفاجأ عندما أخبرته بأن قناة العالم قررت انتدابي إلى مكة لتغطية القمة الإسلامية بدلاً من السفر معًا لتغطية المناورات العسكرية المقررة في نفس اليوم.
بعد أن ودعني بحرارة اتجه نحو الرواق الشرقي لاستكمال إجراءات السفر عبر طائرة إيرانية وسلكت أنا طريقًا مغايرًا يقود إلى بوابة في الناحية الشمالية من المطار للسفر عبر الخطوط الإماراتية والوجهة مطار جدة مرورًا بدبي والدوحة.
بعد منتصف النهار كانت السيارة تتحرك بنا من جدة نحو مكة المكرمة.
في فندق المقام المقابل لبيت الله الحرام حجزنا غرفتين على الفور ودلفنا، أنا والمصور ومرافق من وزارة الإعلام السعودية، نحو البيت العتيق.
عصرا، ومع الانتهاء من مناسك العمرة، فتحت الهاتف وكان أول اتصال تلقيته من طيب الذكر محمذن باب ولد اتفغ الذي أخبرني بأنه تلقى اتصالًا من أخي الأكبر الفاضل محمد مَنَّه ولد الشيباني مفاده أن الأهل قلقون جدًّا بعد أن سمعوا بأن الطائرة التي كانت تقل عشرات الصحفيين، والذين كان من المفترض أن أكون من بينهم، لولا عناية الله وحفظه، قد تحطمت بعيد إقلاعها بلحظات واصطدمت ببرج قرب المطار ومات جميع ركابها.
هكذا كتب الله لي عمرًا جديدًا بتكليفي في آخر لحظة بتغطية قمة مكة المكرمة بدلا من تغطية المناورات العسكرية ووفقني في أداء العمرة و دخول بيت الله الحرام والصلاة فيه والدعاء من داخله ضمن الوفد المرافق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي أجريتُ معه مقابلة تاريخية أثارت عاصفة غضب غربي وإسرائيلي إثر نفيه في ذلك الحوار لمحرقة الهولوكوست...
فحمدا لله وشكرا له على توفيقه وعلى مِننه التي لا تحصى ولا تعد.
محمد عبد الله ولد ممين...