إعلانات

حلم يقظة/ د. محمدُّ أحظانا

جمعة, 19/04/2024 - 06:14

 

مما حلمت به يقظة

أنه في المدى المتوسط سيكون ثمة انزياح للتحيز الحضاري الكوني، يتحول بموجبه موطن الريادة البشرية من نصف الكرة الغربي إلى نصفها الشرقي.

عالم الأفول هو الموجود في النصف الغربي من الكرة الأرضية وتبدأ معالم خرفه الفكري والعملي والأخلاقي

بتسارع خلال الخمسين سنة القادمة، ثم يدركه الخرف الكلي ليستحكم خرفه وتخلفه بعدها بعقدين آخرين.

وأهم مظهر للخرف الكامل انهيار التحالف مابين البارود والحديد والرغبة العنيفة. ستزول حضارة البارود بجميع قيمها عن الصدارة.. ويصبح التغني بها من طرف أهلها من باب التغني بالتراث المندثر.

بالمقابل سيطل عالم آخر ينشأ بتسارع في النصف الشرقي من الكرة الأرضية.

العالم القائم الآن والمندثر غدا هو صاحب السطوة الحالية، والقوة النارية. هو عالم التحالف بين السلاح المعدني والرغبة الغريزية المنفلتة المتوحشة، مع التخلي النهائي عن أي نوع من القيم التي رفعها يوما رواد إنسان البارود والصلب..

أما العالم الذي ينشأ وينمو في نصف الكرة الشرقي فسيكون لديه عنوان تقني آخر، يستوحي منظومته الأخلاقية والعملية والفكرية من تحالف الإنسان والشعاع النفاذ(طاقة وكموما).. مما يمنحه استفادة مسحة من ذاكرة العقائد الروحانية الشرقية.

لن يكون الجسد كل شيء كماهو الآن، وإنما سيكون جزء من ثنائية الإنسان. ولن تبقى الطبيعة مختزلة في البارود والمعدن. سيقع تحول عميق في المعادلة حتى يجدد الإنسان وجوده المتهالك حاليا على الأرض.

لن يموت الجسد كلية لكنه لن يبقى الأولوية الوحيدة.

بغير ذلك لن يبقى الإنسان.

انتهى حلم اليقظة.