كتب الأستاذ اقريني امينوه
اليك أكتب شاعري المفضل وابن ولايتي ... المناضل والكاتب الذي لم يناقض ضميره وعاش مرفوع الهام كنخيل مدينته تجكجة !.
تحياتي لروحك الطاهرة الشفافة والصادقة كقلوب أهل تگانت .
بالصدفة البحتة صادفتني هذه الصورة؛ فتألمت لحال (عمتنا) النخلة فنحن نعرف قيمتها وطبعنا علاقتنا بها بمستوى إنساني نتوارثه جيل عن جيل .
تذكرت وصفك لشهامة النخل وكبريائه؛ وكيف يقاوم عاديات الزمان بهام مرفوعة.
لكن المفارقة أن هذه النخلة حين لم تقوي على الوقوف تحول جذعها (لعمة )أخرة : الناقة!.
عمي كابر ؛
حين جارت البيئة على واحات تگانت وتراجعت التساقطات المطرية ماتت آلاف الباسقات ؛ توارت بخجل يقطر كرامة ثم سفت من التراب؛ إذ تأخر المطر كثيرا وغارت مياهنا الجوفية وتفرق المزارعون بحثا عن مصدر دخل آخر ... فالحياة قاسية ونحن بعيدون عن المركز؛ وأهل العاصمة لايعرفون ماذا تعني لنا الواحات!.
وعلى ذكر الواحات لم يعد لإسم ذلك المشروع وهجه؛ لم يعد بلعب ذلك الدور المحوري فى تأطير وتثمين الزراعة تحت النخيل وتقديم العون لآلاف المزارعين الذين هجروا أماكن واحاتهم وتحولوا لعاطلين عن الأمل فى مدينة البؤس هذه: نواكشوط .
تنهدت في سري ورددت معك رائعتك " حديث النخيل".
وترحمت على روحك الطيبة وواحاتنا التى كانت غنًاء ومشروع الواحات الذي كان فتحا تنمويا وتوارى بين الرمال .
حديث النخيل للشاعر الكبير كابر هاشم:
حَدّثَ النخـلُ قـال ذاتَ زمــــــــــانٍ *** كـان مهـدي للفاتحيـن مَقيـــــــــــــــلا
أكلـوا التمـرَ زادَهـم ونـــــــــــــــواهُ *** قد رمَـوْه فكنـتُ منـه النخيــــــــــــلا
حملوني من نبع «يثربَ» ذكـــرى ***من عبيرٍ تفـوح عطـراً جميـــــــــــــلا
طبتُ فرعـاً وموطنـاً وفصيــــــــلاً *** وقبـيـلاً ومنبـتـاً ومَـسـيــــــــــــــــــلا
كنتُ في المَحْل والخطوب رخـــاءً *** ومــلاذاً ومنـهـلاً سلسبـيـــــــــــــــــلا
كـان سَيْبـي للمعتفيـن مِجَـنّــــــــــاً *** دون عِرضي وكنتُ ظِلاً ظليـــــــــــلا
فَصَّلوا سمـتَ قامتـي وغَذَوْهـــــــا *** كبـريـاءً وعنفـوانـاً أصـيـــــــــــــــــلا
لـم أذق يومـاً للفسولةطعـمـــــــــاً *** مذ غذونـي ومـا نبـتُّ فسيـــــــــــــــــلا
عوّدونـي أن لا أرومَ انحـنـــــــاءً *** و لْيَكُ الجدبُ - لو يشاءُ - طويــــــــلا
قـدَرُ النخـل أن يظـلّ دوامــــــــاً *** رافـعَ الهـامِ أو يكـونَ قتـيــــــــــــــــــلا
كـان ظلّـي للصافنـات مقيـــــــلا *** خيلِ فتحٍ تهدي الصهيـلَ صليــــــــــــلا
كـلُّ جـرداءَ مبـتـلاةٍ بـقَـــــــــــرْمٍ *** يحسـب النقـعَ هامُـه إكلـيـــــــــــــــــلا
كلُّ نَـدْبٍ علـى المكـاره جَلْـــــــدٍ *** ليـس يبغـي بالحُسْنييـن بديـــــــــــــــلا
«عُقبةُ»الخيرِ من هنا مـرّ يومـاً *** و«ابنُ ياسينَ»قـد هـداه السبيـــــــــــــلا
«يوسفُ»العـدلِ سيفُـه حِميـريٌّ *** يألـف الغـزوَ بكـرةً وأصيــــــــــــــــــلا
و«المراديُّ» يحتبي رمـحَ حـقٍّ *** سمهريّـاً ومشرفـيّـاً صقـيــــــــــــــــــــلا
رضعوا الصـدقَ سُنّـةً وسبيـــــلا *** وطِعـانـاً ومَحْـتِـداً وقبـيــــــــــــــــــــلا
صدقـوا اللهَ عهدَهـم ورعَـــــــــوْهُ *** قومُ صـدقٍ مـا بدّلـوا تبديــــــــــــــــلا
كم أسـرّوا للسابحـات رؤاهــــم *** واستماتوا في الله جيـلاً فجيــــــــــــــــلا
تذكر الخيـلُ سَمْتَهـم وسُماهــــم *** ورؤاهـم فتستعيـد الصهـيـــــــــــــــــــلا
* الصورة من غوغل يعتقد أنها من خارج موريتانيا.
لكنها شبيهة بواقع نخيل واحات تگانت اليوم.