انخفض عدد الأطفال المولودين في اليابان عام 2023 بنسبة 5.1 في المئة عن عام 2022
ماريكو أوي
بي بي سي
أعلنت شركة يابانية لصناعة الحفاضات أنها ستتوقف عن إنتاج حفاضات الأطفال في البلاد، وبدلا من ذلك ستركز على توفير حفاضات لكبار السن والبالغين.
وأصبحت شركة أوجي هولدينغز Oji Holdings، أحدث شركة تقرر تحويل نشاطها من الأطفال إلى البالغين في البلد الذي بات يعاني من شيخوخة سريعة، بسبب تراجع أعداد المواليد إلى معدلات قياسية خلال الفترة الماضية.
وبحسب الإحصاءات فإن مبيعات حفاضات الأطفال تراجعت بصوة كبيرة في مقابل ارتفاع مبيعات حفاضات البالغين، خلال العقد الماضي.
وانخفض عدد الأطفال المولودين في اليابان في عام 2023 بنسبة 5.1 في المئة عن العام السابق، وتم تسجيل 758 ألفا و631 مولودا فقط.
وكان هذا أيضا أقل عدد من الولادات المسجلة في اليابان منذ القرن التاسع عشر. ففي السبعينيات، وصل هذا الرقم إلى أكثر من مليونين.
وقالت شركة أوجي هولدينغز في بيان لها إن شركة أوجي نيبيا، التابعة لها تقوم حاليا بتصنيع 400 مليون حفاضة للأطفال سنويا. وأن معدل الإنتاج بدأ في الانخفاض منذ عام 2001، حين بلغ معدل إنتاج الشركة ذروته وقتها بحوالي 700 مليون حفاضة.
وكانت شركات أخرى قد أعلنت تراجع مبيعاتها من حفاضات الأطفال، وفي عام 2011، قالت شركة يوني شارم، وهي أكبر شركة لتصنيع الحفاضات في اليابان، إن مبيعاتها من حفاضات البالغين تجاوزت مبيعاتها للأطفال.
في الوقت نفسه، يشهد سوق حفاضات البالغين نموا بأكثر من ملياري دولار، بسبب ارتفاع أعمار السكان.
وتُعد معدلات ارتفاع الأعمار في اليابان من الأعلى في العالم، حيث يبلغ عمر ما يقرب من 30 في المئة منهم 65 عاما أو أكثر. وفي العام الماضي، تجاوزت نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما نسبة 10 في المئة من عدد السكان لأول مرة.
لكن مع هذا قررت تتوقع شركة أوجي هولدينغز ارتفاع معدلات الطلب على حفاضات الأطفال في ماليزيا وإندونيسيا، وقررت مواصلة الإنتاج هناك.
ويمثل تراجع عدد السكان، نتيجة للشيخوخة وانخفاض معدلات المواليد، أزمة بالنسبة لليابان، أحد أكبر الاقتصادات في العالم.
ومع هذا لم تحقق الجهود التي بذلتها الحكومة اليابانية لمواجهة هذه التحديات نجاحا يذكر حتى الآن.
ولا يبدو أن زيادة الإنفاق على البرامج المتعلقة بالأطفال والإعانات التي تستهدف الأزواج الشباب أو الآباء تساعد على زيادة معدلات المواليد.
ويقول الخبراء إن الأسباب معقدة، وتتنوع بين انخفاض معدلات الزواج وانضمام المزيد من النساء إلى سوق العمل، فضلا عن زيادة تكاليف تربية الأطفال.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، العام الماضي "إن اليابان وصلت إلى مرحلة حرجة في قدرتها على المضي قدما كمجتمع"، مضيفا أن الأمر يتعلق بـ"الآن أو لن يكون هناك فرصة أبدا".
لكن اليابان ليست وحدها، فهناك تراجع أيضا لمعدلات الخصوبة في هونغ كونغ وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، التي تعاني حاليا من أدنى معدل مواليد في العالم.
وشهدت الصين أيضا انخفاضا في عدد سكانها للعام الثاني على التوالي في عام 2023، ومثل اليابان، قدمت حوافز مختلفة لزيادة معدلات المواليد، لكنّ شيخوخة السكان وتأثير سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود من الزمن، وانتهت في عام 2015، تخلق تحديات ديموغرافية أيضا.