إعلانات

 حنين / النجاح بنت محمذفال

أربعاء, 25/05/2022 - 03:38

 

 

ارتبط الحنين فى الشعر العربى بظاهرة الرحيل التى اسست لشعور وجودي بحتمية التفرق والتلاشى نعى فيها الشاعر نفسه اكثر من مرة سواء ورد ذلك فى جزء من قصيدة كالمقدمة الطللية او تفردت له قصيدة باكملها فلماذا لا يصنف النقاد الحنين كغرض مستقل كالرثاء والمدح ... وبشكل ادق هل الحنين غرض شعري عندنا ؟

حتى لا تتيتم القصيدة القديمة ذات الام اللصيقة (المقدمة الطللية ) لا نستطيع الجزم تماما بان المقدمة الطللية هي مجرد حنين لماض عاشه هذا الشاعر او ذاك ثم داعبه  إليه  حنين  شكل فى مابعد نسقا لمقدمة اي قصيدة حتى استقر الناس وءالت بهم الاحوال إلى التمدن عزفو عن ذلك الحنين للديار !

وهل اقتصر الحنين على تذكر المنازل وعرصاتها  ام انه تناول قضايا وجدانية اخرى ذات صلة بحياة هذا الشاعر أو ذاك .. إلى ذكرياته ..إلى سبر اغوار مكنوناته ..إلى حُبه ..إلى كل مايخصه دون غيره !

قد نتجاوز إذا اعتبرنا امرأ القيس يحن الى ذكراه حين قال

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

هذه ديار الفها وذكرها بشخوصها :الحبيب المنزل مستعينا بما امكن من وساىل : اصدقاء ودموع قفا نبك  فهوهنا لم يتناول هذه الذكرى ليطربنا بقدرما تناولها ليحن إلى :حبيب ومنزل ..أما من قلدوه فقد يكون لهم نفس الدافع ألا وهو الحنين إلى ماض تولى كذلك نفس الشيء عندما يحن عنترة الى دار عبلة

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

منى وبيض الهند تقطر من دم

فوددت تقبيل السيوف لانها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

لم يكن الحنين يوما أحادي العلاقة بالرحيل . بل لقدكان الحلول ايضا مدعاة للحنين فهذا عنترة يقول

ولقد نزلت فلاتظنى منى

                       غيره بمنزلة المحب المكرم

تجربة الحنين هي تجربة وجدانيةتعيشها حين

 يداهمك شلال الذكريات

 عندمانزلت بمدينتى بتلميت وقد لمع بريق الحنين إليها فى ليلة من  ليلى رمضان من العام   2020

لقد داهمتني الذكريات تنازعني الم الفراق وحسرة الذكرى ومداعبة الحلم : ألم وأمل

 نزلت بالمدينة لتعزية اخوة  أحبة  لتمزقنى الذكريات أشلاء

مضى عقد من الزمن دون ان أنظر إلى حبات الرمل تلك  والبدر يذْهبها   وذرات نسيم ضنين تلُفها لتنسج حلما ما ..

     اخترق مخيلتى هذا البيت

           هاهي الشام بعد فرقة دهر

                          أنهر سبعة وحور عين

 نزار يحن للشام بجمالها الكلى الأبدي الخالد

أما أنا فأحن إلى حبات رمال صحراء جرداء بها نشأت ..

لا أ نهار  ولا خمائل ولا بساتين !

بها عرفت الحياة  .. ونسجت الأحلام  وأدركت إلهام الفن

حكوا لى أن سيداتي ولد آب كان يقيم ذات يوم فى منزلهم ورووا عنه ...وعن منين بنت اعليٌ  حكو

كانت جدتي فاطمة بنت الطالب وامها زوجة ابيها  لحبيب بنت آگ على صلة بالفن أما ابى فمع انه كان قارئا فهو يتقن

 ( لغن )الحساني  فضلا عن الشعر ..غير أنه لايتعاطى

 الفن ومع ذلك فقد كانت أحاديث الفن بالنسبة لى تبعث على الشجى ..

تراكمت الذكريات لتنزاح عن صبايا يداعبن الأحلام بكل براءة يستشرفن احلاما يسابقن الزمن لنيلها..

 ولا تولين للنسيان الدخيل على جمهورية الاحلام بالا ...

كن لا هم لنا إلا إقامة مباراة ودية بين فريقين فريق يناصر الايقونة ديمى بنت آب  وآخر يناصر الفنان العظيم الحضرامي ولد الميداح خاصة حين يشدو

                "ايظن اني لعبة بيديه 

                            انا لا افكر فى الرجوع إليه"

أما الامانى فما هو منها متاح للبوح يكاد يقتصر على أن  يحدث زواج فنى بين ديمي والحضرمي فلا يمكن للقادم من المذرذرة أن يمر إلى تگانت إلا عبر بتلميت كما الحال عند الوارد من تگانت   …

 أما حين يكون الفنان الحضرامي فى ضيافة صديقه الأديب الكبير الداه ولد ابات فلذلك مقام آخر من الفن ولغن الحسانى واحيانا التبراع .. تشكل أصداؤه ثروة للتندر وتعدد اللقاءات .

ولقد تجود علينا الحياة حينا لمٌا  يحل أبناء ايده سدوم والخليفة.. بالمدينة لحضور حفل بهيج  فى مدينة الاحلام بتلميت

المدينة التي تكابر: تتحدى   عتو الأيام ومرارة السنين وقسوة النسيان ..

حياها شاعرها ولد حنبل

أضرم الهم سحيرا فاقتضب

           لمع برق من ربيات الذهب

  السٌحر  والبرق والربى  والهم ..  فى بيت واحد ….

   هنالك لا تدع منهن رسما بدا

                        إلا مررت به مرارا

ولاتدع لعين فى رباها

                تصون دموعها إلا انهمارا

حوض الدموع لايفارقنا ونحن نحن الى تلك الحصى

أليس بغدر صوننا عباراتنا

عن السح والتذراف بين المرابع

بذلك شدا الشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا وشدى بعده ولد الگصرى قبل أن يغادرها فى رحلة الإياب إلي تگانت

                    علمُ عن مشيِ ذُالايامْ

             راحل عن بل اسند الاسلامْ

                حَلْگت مجمع گد الٍ هامْ

                                     ##   حد امن امسال مرجِيَ

يجبرهَ فم اعل تَمامْ ###  حالتهََ يسو شنهىَ

فَوْلاد انتشايت كرامْ ###  الخالگ من لادَمىَ

مابيَ مزٌوْزِ مقام    ###ْ اُلا بي گلتْ نفسيَ

اُ لابيَ تِزيِگِ علاٌَمْ ###اِ اعلٌمنِ فن - احروِىَ-

اٌ لابيَ گلت مسجد قامْ ###  ابحقوق الله انگِي      

 اُلابي ما تحتاج اكلامْ ###  شيخ اندورُ للتزبِيَ   

 واعلي زاد اصّ باصْيام ###ْ سْنَ تلزمنِ مابيَ

   گِلتْ باطْ اعلِيَ دوامْ  ###  بَجْ أنواع الماشيَ  

   وَانْواعْ المِيِّتْ مِنْ شِ تاَم ###ْ اُلا بيَ گلتْ ولفِيَ  

   بتِلميتْ  !ازمانُ تامْ      ###  مْظٌَاير فالسِّر اعلي َ

   بالمعطَ وافنايب الايامْ ###  فالسٍِرِّ والعلانيَ  

اُلا گط انهار ابْهَتْك انسام###ْ ماجاتْ الدِّنيَ مكْفيَ 

وابگ غُبار الجو اظلامْ ### بالسلاح اجْنود اعفيَ

 وابگات البغاة الظلام ###  كيف الِّ ماكانت هي 

اُلا رحًَلني-حگ الگسام ###- ش-ِ بيَ -كُون الْكتبِيَ

مضى الليل إلا أقله  ولا يزال ضوء البدرعلى الربى  يفتك  بالشاردين ..

نادى المؤذن  للسحور وافترق الصائمون لأجدني أمام كوم  رماد ! ذكريات لاتبقى ولاتذر ..لاجدني أرحل..

لملمت شتاتي فى حين تصاعد الأزيز :

نواكشوط تطلق نداءها

موجبو  الحنين

  الحنين فى الشعر العربى