إعلانات

محمد الأمين ولد النن يكتب عن قصدية المختار السالم ... "أقرر تأجيل احتفاليتي"

ثلاثاء, 16/11/2021 - 20:17

 

هذه الرائعة أقل ما يمكن ان يقال عنها من خلال نظرة سريعة ، ودون الاستكناه اللازم لمداخلها هو أنها :
   *- تدفق شعري آسر ، يتداخل كل من أوله وآخره بالآخر حتى لا يسهل على متلقيها التميز بينهما ، فلا يجد بدا من الاندفاع المتسارع مع هذا التدفق المنساب
    *- أن عنوانها(( أقرر تأجيل احتفاليتي)) ليس إلا شعارا للاحتجاج الهادر من قبل الجميهير الغاضبة التي تغص بها الشوارع مطالبة بالاستقلال الثقافي الحقيقي غير المموّه ..
  *- أن في ثناياها من القضايا الوطنية والقومية الكبرى ما ينوء المتلقي بمجاراته دفعة أو على الأصح دفقة واحدة :
   - ظاهرية الاستقلال الذي تتلبسه روح اللسان الاستعماري الغاشم
  - وفي الوقت نفسه ينعق فيه بوم الشتات في تناج خافت غير مبين لا فكرا ولا لغة ..
   - وهل إذا استبدل یاء النداء ((یا ساقي الجرح ..)) بواو الندبة((وا ساقي الجرح )) سیجد مَن ينتدب لصراخ الحرف العربي المخنوق على قارعة الزمن اللاهث وراء أبوام ما وراء البحار ؟!
  *- وكيف ياقمري سيبتهج من يعاني ظلمة الروح وجراح الجسد ؟!
   * - وأنّى لنا أن يحرر البحرَ المسجّى ، من إغماءة القرف ، استئنافُ لحن المقاومة الجريحة ؟!
  *- هنا تدعو الوقائع الحالمة في جو عارم بالأسى والأسف ، إلى اتخاذ القرار الحاسم عكسيا بتأجيل الاحتفالية المصيرية حتى يحين زمن الطهر والحرية بالإشعاع الحضاري الذي يتجسد خلاله الاستقلال الثقافي"فتعود لشنقيط هويتها وروحها العذب في در من الشرف" 
  *- وفي النهاية تتكرر معزوفة
البداية استجلاء للمعنى ، وتحقيقا للهدف الأسمى ..

   لكن متى سيتحقق ذلك فعلا ، لنقيم احتفاليتنا الحقة المستحقة ؟!

               محمد الأمين / النن

 

___________

أقرر تأجيل احتفاليتي/

      

هل تسمع اللحنَ يا “صاحي” يرددهُ

           غول المجابات تمـويها على الصلف..
هيّ استقلتْ.. ولكن قد تلـبّـسها،

         لسان مستعمر.. يا آية الصدف!
..محتلة لغويا.. من مكائدهم

                بومُ الشتات يناجيها، فيا أسفي..

 

إستبدلوا روحها لغوا وتصفية،

             فهمْ هنا في لحاف الرمل والخزف..

وهم هنا في تقاسيمي وأغطيتي،

                فكيف تنبتُُ فينا لحظة السعف..!

يا ساقي الجرح هبْ لي بعض ذاكرتي

                     لعلني أحمل الأيام في كتفي..

كانوا سيبتهجون اليوم يا قمرا

                من ظلمة الروح، لو كنا بلا سلف..

أستأنف اليوم لحنا في مقاومتي،

                  يحرر البحر من إغماءة القرف..

إني أقرر تأجيل احتفاليتي

                    إلى زمان بلا رجس ولا جيف..

حتى تعود لشنقيط هويتها

                وروحها العذبُ في در من الشرف..

أنا أقرر تأجيل احتفاليتي،

                وسوف أعزف حتى آخر الشغف..

أنا أقررُ تأجيل احتفاليتي،

                   حتى يكون لها معنى من الهدف