إعلانات

رحيل بدن ولد عابدين رحمه الله بأقلام أصدقائه ومحبيه (تدوينات)

اثنين, 12/04/2021 - 00:07
صورة منث الثمانينات.. من اليمين إلى اليسار : ديكو سوداني مدير قطاع الإذاعة- بدن ولد عابدين مدير قطاع التلفزيون، والشيخ بكاي مدير تحرير الوكالة الموريتانية للأنباء...

 

كتب محمد فال ولد بلّال
تعزية،
مهما كتبت الأقلام وسطرت الأحبار على الأوراق، ومهما تنطقت الألسن، لم ولن نقدر على رد الجميل للأخ بدّن ولد عابدين رحمه الله، ولا ذكر عشر مناقبه. فهو أحد المؤسسين الفعليين أو المؤسس الفعلي للحركة الوطنية الديمقراطية - حركة الكادحين -  وقائد المهمات الخاصة فيها وصانع مجدها. حمل حريته على كفه و أمنه على كتفه، منذ كان شابا في متقبل العمر، ومضت به السنون يبني أسس نضالها ويصنع انتصاراتها. بدّن ولد عابدين من القادة الذين كان نضالهم و عطاؤهم و تضحياتهم صدقة سر لفائدة الوطن والشعب؛ جندي من جنود الله المجهولين في الأرض والمعروفين في السماء. لا يعمل لنفسه بل لأمته و وطنه و لقضايا الحق والعدالة. لا ينتظر مديحًا ولا تصفيقًا ولا تعيينًا لأنه مجهول. ولا يتحدث عن نفسه لأنه مستور، و لا يرى لنفسه وجودًا خارج معركة النضال والتضحية والعطاء. 
الآن، وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى فحقه على الشباب الموريتاني وعلينا جميعًا أن ننصفه، وأن نكشف للشعب وجهه المنير وحقيقته الصافية وعطاءاته العظيمة. ونكتب للتاريخ صفحاته المضيئة. وقد بدأ يكتب هو بنفسه عن بعض الرفاق والمواقف والمهام في صفحة سماها: "ما ارتسم في الذاكرة".. تبيّن اليوم أنه كان يُودّعنا إلى الأبد.. سبحان الله العظيم، 
حلقات من ذهب تبيّن أنها كلام مُودِّع.
اللهم اغفر له و ارحمه واعف وعافه وأكرم نزله و تقبله في الصالحين. و ألهم ذويه و رفاقه ومحبيه جميل الصبر والسلوان. إنا لله و إنا إليه راجعون.

وكتب عبد القادر ولد محمد
في ذمة الله  بدن بن عابدين 
اسم ارتسم في ذاكرة وطن  ناضل من أجله   بثبات المومنين  ايام  كان  للنضال  معنى   و  سعى  مع رفاقه الى  تأسيس حركة وطنية  رسمت   بواسطة صيحة المظلوم  لشباب  موريتانيا  بمختلف  اعراقها   و جهاتها طريق مقارعة الظالمين 
و ظل وفيا لمبادئه  إلى   ايام الفراق بين الرفاق .. أدى الأمانة التي  أسندت إليه   في سياق المهام  الخاصة  في ظروف السرية المحكمة ثم  اعتزل السياسة  و تفرغ  لشؤونه الخاصة ..  و بعد ذلك بعقود من الزمن أدلى بشهادته الصادقة علي ما ارتسم  في ذاكرته  حول نضال  جيل سميدع رافضا أن يخوض في أعراض الرفاق أو  أن يتحدث   عن  بعض    الخلافات التي   عصفت بحزب الكادحين بعد    الاندماج  المريب  في حزب الشعب أو التصفية كما يحلو   للبعض أن يسميه  . 
 رفض بدن بن عابدين  رحمه الله  أن  يغوص  في ذلك الوحل التاريخي و كان ذلك هو  السبب  الحقيقي في توقف حلقاته  حول تاريخ الكادحين   بهذه الصفحة و كذلك  بالصفحة التي  اقترحنا عليه  إنشاؤها و التي  سماها  ب " ما ارتسم في الذاكرة "  و ابى الا تكون  ذاكرته  صفحة من رياض الصالحين يمتزج فيها امال  شباب  تطلع  في ما مضى  إلى فكرة نبيلة من موريتانيا و ضحى من أجلها  قبل أن تتحطم أحلامه على جدار  واقع مؤسف  مع  ذكر     عظماء رسموا   تاريخ هذا  الشعب بالعلم و المعرفة ... و الورع .. 

لقد  مضى الرفيق  بدن ولد عابدين  إلى رحمة الله الواسعة  و ذهبت معه أسرار  حكاية لم تكتمل  اصر  علي  أن  يدلى منها شهادات  في حق  الرفاق  الذين  قضوا قبله من أمثال   الرفيق بدر الدين  و سيمضي  من بعده حميع رفاقه و كل من أدركهم  أو  من أخذ منهم  و سنمضي  جميعا  من بعدهم  لكن  ما ارتسم في الذاكرة سيبقى شاهدا  على ربيع مورتانيا  الذي  تزهر منه الامال .. 
لقد اصر الفقيد رحمه الله تعالى   على أن أن ينسج  كفن  ذاكرته النضالية المشرفة  بذكر  الاولياء و الصالحين  و ابى الا  ان يحملها معه إلى  رياض الصالحين   و ستبقى حاضرة معه في  مدافن الربوع التي تنشأ  فيها  بجوار العلماء ورثة الأنبياء من أمثال الحسن ولد زين و يحظيه ولد عبد الودود  و محمد عالي  ولد سعيد  " مع " و محمد عالي ولد عدود   و  محمد سالم ولد عدود و بداه ولد البصيري و غيرهم من أقطاب مورتانيا الخالدة...
نموت نموت و يحي الوطن 
عاشت موريتانيا ...
اللهم ارحمه واغفر له وأكرم نزله  
انا لله وانا اليه راجعون
وكتب الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله

رحم الله الاعلامي الثوري بدن ولد عابدين ... التقيته قبل شهر من الآن في نشاط اعلامي بموري سانتر وأبدى لي الكثير من التقدير والاحترام، وتجاذب معي أطراف الحديث عن برنامج الصفحة الأخيرة، وقدم لي تصويبات لبعض الأحداث التي غابت عن بعض ضيوف البرنامج، أو التبست عليهم..
قلت له : إنني ممتن لسلسلة الحلقات التي بدأ يكتبها عن حركة الكادحين والتي كان أستاذنا عبد القادر ولد احمدو يتحفنا بمشاركتها على صفحته من حين لآخر .. واقترحت عليه جمعها في كتاب على شكل شهادة من داخل التيار ومن أحد أبرز رجالاته..
اليوم يرحل بدن ومعه الكثير من المعلومات والأسرار عن حركة الكادحين وعن دورها النضالي وعن قادتها ومنتسبيها ..
نعم . هذه سنة الحياة، 
لابد أن تتوقف يوما، فليت رفاق الرجل جمعوا شهادته تلك في كتاب حتى تستفيد منه الأجيال، وينضاف إلى الجهود الذاتية المبذولة في كتابة التاريخ المعاصر بأقلام صانعيه..
دائما عندما يرحل قلم عظيم أتذكر تأبين طه حسين لعباس محمود العقاد :

"أمثالك تموت أجسامهم لأن الموت حق على الأحياء جميعا، ولكن ذكرهم لايموت، لأنّهم فرضوا أنفسهم على الزمان وعلى الناس فرضا، وسيوارى شخصك الكريم في أطباق الثرى، ولكن القبر الذي سيحوي شخصك لن يستأثر بك، فلك في قلوب الذين يحبونك والذين ينتفعون بأدبك وعلمك ذكر لن يموت، ولكنّهم لن يستأثروا بذكرك، وإنّما ستشاركهم فيه الأجيال التي تبقى بقاء الدهر"

 

وكتب لمرابط ولد دياه

حدثني الشاعر الفخر أحمدو ولد عبد القادر أن أحدهم سأل ميمونة بنت أحمد ولد عبيد ( والدة الفقيد بدن ولد عابدين) سألها عنه - وكان يومها في سفر مع المختار ولد داداه إلى القاهرة -
فقالت له بدن ودعتو المولان گاس القاهرة ، واسمعت عنو امشاو امعاه آرواگيج فيهم المختار ولد داداه 
رحمهم الله جميعا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 ومد في عمر الشاعر الرمز أحمدو ولد عبد القادر في صحة وعافية.

وكتب إبراهيم ولد عبد الله
بدن ولد عابدين الصحافي المجد الطافح أريحية وحسن عشرة ورفقة ،غدا في ذمة الله الذي نضرع إليه صادقين أن يحسن مثواه ويصب عليه شآبيب الرحمات ... وأقدم لأهله وقومه وكل من عرفوه وقدروا فيه هذه الشمائل والصفات، تعازي الخالصات راجيا للجميع الصبر والسلوان وله العلى من الجنان.  وإنا لله وإنا إليه راجعون................

وكتب إسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا
تعازي لأسرة الإعلامي والقيادي السياسي البارز بدّن ولد عابدين، كبيرها وصغيرها وخاصة الأفاضل والفاضلات أبناء اشدو أبناء أخت الفقيد وأمهم المكابدة الوقورة فاطمة بنت عابدين وكذا ابنة أخيه؛ الأخت الكريمة جميلة بنت الشريف حرم شقيقي الأكبر إبراهيم. وكافة ذويه ومحبيه ورفاقه.
لقد كان إحدى شمعات الأمل التي صنعها الله على أديم هذه الأرض الولادة، ومن شباب الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي الذين أسسوا لفكر الرفض والمغايرة والنضال، فسجن وطورد وبقي يتعاطى السياسة والهم العام بحب وتسامح ودهاء.
بدن ولد عابدين فتى تاكنانت الذكي الذي لم يأخذ مساحته اللائقة لدى  أجيال اليوم يغادر إلى عالم الحقيقة الذي لاظلم فيه ولا نضال.
ألبسه الله ثوب الرضوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وكتب عبد الله السالم اللوه

وفاة الصحفي بدن ولد عابدين رحمه الله.
عرفت هذا الصحفي وانا صغير من خلال متابعتي لتغطيته الرائعة لسيل أطار في سبتمبر ١٩٨٤ لا انسى صوته في الإذاعة الذي قدم فيه مراسلات حية ورائعة لعدة أيام ومما لا انسى أنه تحدث عن أسرة جرفتها السيول فتوفي أفرادها واظنهم سبعة باستثناء صبي تسلق شجرة فنجا. وعن طريق تلك المراسلات سمعت لأول مرة عن بلدة عين أهل الطايع التي ذكرها في بعض تقاريره وكان ذلك قبل أكثر من عشرين سنة من رؤيتي لهذه البلدة ولمدينة أطار وارتبط اسم البلدة في ذهني يومها بعضو اللجنة العسكرية للخلاص الوطني قائد اركان الجيش العقيد معاوية ولد سيد احمد الطائع الذي كنت اسمع ذكره في الإذاعة منذ انقلاب كادير ١٩٨١ والذي سيصبح رئيسا بعد أقل من ثلاثة أشهر من السيول التي غطاها بدن. 
سمعت بعد ذلك بدن في الإذاعة الوطنية بعد يوم او يومين من انقلاب ١٢ دجمبر ١٩٨٤ وهو يقرأ بيانا توضيحيا من القيادة الجديدة يبدو أنه يستهدف طمأنة حلفاء الرئيس المطاح به هيداله حيث جاء فيه أن موريتانيا ما تزال تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وما تزال متمسكة بمعاهدة الاخاء والوئام التي تربطها بتونس والجزائر . بعد ذلك لم اعد اتذكر شيئا عن بدن قبل أن أعلم اليوم بوفاته . اللهم اغفر له وارحمه.