إعلانات

مدير بيت شعر نواكشوط يدون.. نعم يا فخامة الرئيس

اثنين, 20/07/2020 - 15:46

أ.د. عبد الله السيد (*)

 

نعم يا فخامة الرئيس

توجيه فخامة رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لإصلاح قطاع الإعلام فعل يستحق التنويه والإشادة.

ذلك أن الإعلام، إلى جانب قطاعات أخرى، تقع عليه مسؤولية بناء الإنسان شعوريا وعقليا؛ وبالتالي لا يمكننا أن نتصور تنمية بدون ذلك البناء، كما أنه في ظل تطورات التقنيات الجديدة، التي يصعب معها رقابة الدولة للمحتوى الإيديولوجي والمعرفي للمادة الإعلامية، يكون من الضروري تكوين الضمير المهني، والشعور بالمسؤولية لدى كل إعلامي؛ ضمانا لأمن المجتمع واستقراره، وإسهاما في تكوين قيم المواطنة والحوار.

في الدول "العريقة" في الديمقراطية يمتلك رجال الإعلام المؤسسات الإعلامية، ويوظفون الإعلاميين، ومع الحرية التي تضمنها الدساتير تتحكم تلك المؤسسات في طبيعة الرسالة الإعلامية، تحكما جعل بعض الدارسين يتصورون أن الإعلام مسؤول عن توجيه الرأي العام أنى شاء، وأن تأثيره أقوى من تأثير العلم والتكنولوجيا؛ مادام قادرا على إخفاء ابتكارات علمية مقابل إظهار أخرى أقل منها نفعا للإنسان لكنها أكثر منها ربحا للتاجر.

في دولة مثلنا لا معنى للحرية الإعلامية لأن المؤسسات التي توظف الإعلاميين غير موجودة أصلا، ولأن الإعلامي لا يستطيع أن يأكل لقمة عيشه من مهنته بشرف واحترام؛ لذلك من الطبيعي أن يتكاثر القاسطون في الميدان؛ ينهشون عرض هذا مساء ليبادروه صباحا بالمديح، ويتصيدون من الشائعة ما به تروج منابرهم؛ فيتم التلاعب بعقول الناس وأذهانهم.

وقد ازداد الأمر سوء بانتشار ثقافة "وسائل التواصل" فكونت كل قبيلة أو فئة أو إتنية مجموعاتها، وخلقت مواقعها، وبادر بعض من كانوا يجدون صعوبة في الكتابة إلى التغريد؛ فانتشر ما يكره الله من الجهر بالسوء من القول، واختلط الحابل بالنابل، وبات المجتمع مهددا في كيانه وسكينته واستقراره.

هذا الواقع الذي نبشنا بعض أطرافه، دون الخوض في تحليل أعماقه، يجعلنا نقول إن لفتة فخامة الرئيس هذه بتشكيل لجنة لإصلاح هذا المرفق مهمة، ونرجو أن تكون صارمة في إصلاحه إصلاحا يجعله يستعيد خيرة رجاله، ويقوم بدوره الكبير في بناء مجتمع واحد غني بلغاته، ومكوناته يجني ثمار الاستقرار تنمية وعدلا وحرية وحوارا.

____

 

(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط