إعلانات

النصر حليفنا... / محمد إسحاق الكنتي

أربعاء, 17/06/2020 - 04:24

 

جملة مطمئنة ختم بها معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل بده الشيخ سيديا مؤتمره الصحفي الذي ظهر فيه مرتاحًا في أدائه، محيطًا بملفاته، دقيقًا في حساباته، يوصل أفكاره بسلاسة السهل الممتنع...

التصدي للجائحة، الشفافية ومحاربة الفساد، وتصحيح اختلالات التسيير، التحضير لما بعد الجائحة... كانت أهم المحاور التي تطرق لها معاليه على مدى ساعتين، في حواره مع الصحافة الوطنية.

في المحور الأول قدم الوزير الأول شروحا وافية للخطة الوطنية لمواجهة الجائحة مبرزا نجاحاتها، ومتعهدا بمعالجة النواقص التي وقف عندها تفصيلًا... فقد تمحورت الخطة حول المواءمة بين متطلبات الصحة العمومية، وضرورات النشاط الاقتصادي والحياة الاجتماعية. فقد تدخلت الدولة بشكل مباشر تحت إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لتخفيف الآثار السلبية للجائحة على المجموعات الهشة في المدن والأرياف عبر مساعدات عينية ونقدية توزع وفق معايير علمية شفافة. شفافية يضمنها إشراك الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في كافة مراحل العملية، ومباشرة الهيئات الرقابية عملها لضمان توافق العملية مع نظم التسيير المعمول بها.

وإذا كان التصدي للجائحة قد أعطى نتائج إيجابية ملموسة فإن التحضير لما بعدها أخذ حيزًا مهمًا من المؤتمر الصحفي، وأعطى إشارات مشجعة على أن الحكومة استخلصت الدروس الضرورية من وضع الإغلاق الذي فرضته الجائحة على البلدان بحيث أصبح الإيراد والتصدير خاضعين لعوائق جمة، ما يحتم على بلدنا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأولية. في هذا السياق أكد معالي الوزير الأول على الإهتمام بقطاعات الزراعة، والثروة الحيوانية والسمكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطنين في هذه المجالات، التي ينبغي أن يضاف إليها قطاع الصناعات الخفيفة في مجال الغذاء والدواء والملابس والأحذية، والمنظفات... فلا يعقل أن تدفع الخزينة بعض احتياطنا من العملة الصعبة لاستيراد ما يمكن تصنيعه محليًا بكل سهولة!!

وفي مجال البنية التحتية ينبغي تفعيل الدور التنموي لقواتنا المسلحة؛ يد تحمل السلاح، وأخرى تشيد المباني العمومية، وتشق الطرق، وتحرث الأرض وترويها.. تلكم هي مهام الجيوش الوطنية وقت السلم وهي من صميم حماية الوطن التي ينبغي تثمينها بدل الانشغال ب"قراءة في التغيرات في هرم المؤسسة العسكرية". ففي "النطق السياسي" المنبث في السياسات العامة ما يغني عن استنطاق (La grande muette ) عبر قراءة تتهجى فواتح سورة مريم، أو تتبع حركات تتوالى على رأس سمكة يظل في النفس شيء منها حتى.. إذا بلغ الخرْصُ أفقه الضيق قلتم.."... ما ندري... إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين". وتلك نتيجة لازمة حين تعتمد القراءة على أدوات تحليل تتبع الشجرة العائلية لتفسير الترقية والتعيين! وما كانت "سيرة الوالدة والوالد" من المعايير المعتبرة في سلك الجندية عبر التاريخ!

وكما قال أحد أبناء المؤسسة.. " الضباط في غنى عن تلميعكم، ولا يضرهم تشويهكم."

تنتهي القراءة، عند انحدار النص، بتأتأة تقطع أنفاس القارئ تحت رُكبة (معصْ الموجب)توصلا لفعل مقاربة "يشي" بقصد "ينم" عن طوية ما كانت من شمائل ولدي إبراهيم عليهم السلام.. خذ نفسًا عميقًا بعشرين ريالا مزورة، واقرأ، على رسلك، باسم ربك الذي خلق فسوى، ويعلم السر وأخفى، فوعد بالويل من اشتغل بالجمع والتعداد...