إعلانات

البدوية التي أخجلتني على ظهر ولاته / الشيخ بكاي

جمعة, 12/06/2020 - 01:53

الشيخ بكاي

 

البدوية التي أخجلتني على ظهر ولاته :

كان الوقت زوالا والشمس حارقة على ظهر ولاتة.. كنت أشعر بالتعب وأنا في الأيام الأخيرة من رحلة دامت 15 يوما في الصحارى بحثا عن صيادي النمادي وأخبارهم..

لمحت من بعيد "شيئا" فوق شجرة بدا لي أنه وضع من أجل "تظليلها".. سألت السائق فقال إنه يرى ما يشبه الخباء وشبح آدمي يتحرك..

اتجهنا إليه فإذا اسرة يبدو أنها "نزلت" اليوم نفسه..

قلت للمرأة التي فرحت بنا كثيرا ما إذا كان في الامكان أن يبيعوننا "جديا" ويتولوا عملية الطبخ..

قالت بسرعة: " نعم".. ,امرت ابنها أن يأخذ الجدي ويذبحه.. لم أسأل عن الثمن لاني على استعداد لاعطائهم الثمن الذي يرضيهم..

تم إعداد وجبة لذيذة ليست أرزا، وليست "عيشا".. المهم أنها كانت لذيذة بدرجة كبيرة...

مع اقتراب الرحيل دخلت في صراع داخلي.. أنا أستطيع تقدير ثمن الجدي، لكنني لا أستطيع تقدير عملهم تحت أشعة الشمس، ووجوههم الضاحكة..

لا بد إذن من إكرامهم.. لكن المال مال جريدة "الحياة" وهي تستأمنني عليه، وتقبل مني أي فواتير أقدمها لأنها تثق في..

حللت هذا الصراع بالقول لنفسي إني سأحسب على الحياة فقط الثمن الطبيعي ، وأتولى أنا ما يبدو زيادة على العادي..

أخذت مبلغا كبيرا بحساب تلك الايام 30000 أوقية، وقدمته للمرأة شاكرا..

ردت علي هكذا: ( لا أستطيع كتابته إلا بالحسانية كما قالته):

" بويَ احنا اشوينين، وتحت صدرايَ يقير ما انبيعو اتوامه. و عاكب ذاك الخطارنا"...