إعلانات

فى مثل هذا اليوم 1963 استجاب جمال عبد الناصر لاستغاثة من موريتانيا

ثلاثاء, 19/05/2020 - 02:28

 

 

أعادت الصحافة المصرية اليوم الخميس ، تداولَ خبر نشرته صحيفة الأهرام فى وقت سابق، جاء فيه أن الرئيس الموريتانى الأسبق المختار ولد داده ، أطلق استغاثة عام 1963 أن” الهوية العربية لموريتانيا فى خطر، وسوف تضيع إذا لم تتحرك مصر”.

سريعا تقول “الأهرام تحركت مصر جمال عبد الناصر ، وكلف عبدالناصر وفدا برئاسة النبوى المهندس وزير الصحة بزيارة موريتانيا، التى أرسلت وزير الصحة أنذاك بوبكر ولد ألف” للقاهرة، واستقبله عبد الناصر شخصيا وتجول معه فى المشروعات المصرية.

كتب المختار ولد داده ، فى مذكراته عن علاقته الشخصية بمصر عبدالناصر، قائلا “فى قمة إنشاء منظمة الوحدة الإفريقة بأديس أبابا 25 مايو 1963 تعرفت على الرئيس عبدالناصر.. كانت مقابلتى الأولى معه لا تنسى”.. يتذكر: “منذ وصول عبدالناصر إلى الحكم، كنت طالبا فى فرنسا ومعجبا به بلا حدود.. كنت ناصريا تماما، ومع ذلك لم أتمكن من الاستماع إلى إذاعة صوت العرب التى تثير حماس الجماهير العربية، ولم أكن أقرأ جريدة الأهرام لأنها لا تصلنى، أما “البكباشى” كما كانوا يدعونه، وهى عبارة تطفح بالاحتقار والكراهية كثيرا ما كانت تجرى على ألسنة مقدمى النشرات، أو تجرى بها أقلام الكتاب فى الصحافة الغربية، فكل ما أعرفه عنه مستمد من وسائل الإعلام الفرنسية”.يضيف: “كانت لى نقاشات ساخنة حول هذا البكباشى مع فرنسيين أصدقاء دراسة أو فى كلية الحقوق أو فى مدرسة اللغات الشرقية، أو فى الحى اللاتينى أو الجامعى بباريس، أو فى أماكن أخرى يرتادها الطلبة..ومن أناقشهم كثيرا ما يكونون من أنصار الصهاينة المتعصبين، أو ممن يحملون نظرة استعمارية، أو فئات بورجوازية ذات نظرة قاصرة، بل إن طلبة يساريين كانوا معادين له فى تلك الأجواء المتأثرة بما قام به خلال 1954.. كنت كلما شعرت بمزيد من السخط عليه ممن أتحدث إليهم زادنى ذلك إعجابا به”

ثم يضيف”كان عبدالناصر بالنسبة لى البطل القومى الذى يعمل من أجل أن يعيد للعرب والأفارقة كرامتهم وشرفهم بعدما أهانهم الأوروبيون زمنا طويل، فكانت مقابلته وجها لوجه والحديث معه على قدم المساواة يثيران لدى مشاعر تستعصى على الوصف.. كان لقاؤنا الأول فى ردهة كبيرة من ردهات “أفريكا هال” حيث أقام الوفد المصرى شبه صالون.. انتظرنى هناك، وعندما رآنى قادما تقدم نحوى وعانقنى بحرارة، وأجلسنى ثم جلس قبالتى.. كان بسيطا هادئا، بشوشا.. كنت وحدى بينما كان محاطا بثلاثة من معاونيه منهم محمد فائق، مستشاره للشؤون الأفريقية، ومجموعة حراس تطوف حولنا».يتذكر: «بعد انتهاء عبارات التحية طلب أن أحدثه عن الخلاف المغربى الموريتانى، وقال: سأقول لك وجهة نظرى عندما أسمع وجهة النظر الموريتانية، مبينا أنه يعرف الرواية المغربية..

تحدثت إليه خلال ساعة تقريبا، وعندما انتهيت طرح أسئلة حول نقاط وردت فى عرضى، ثم أخذ الحديث بادئا بعبارات مجاملة ولباقة لى.. وهنأنى على رفض موريتانيا إقامة أية علاقة مع إسرائيل، مع أن دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء تقيم علاقات متنوعة معها”.

يكشف: “اعترف صراحة أن الملك محمد الخامس “سلطان المغرب” حمله على الاقتناع بأن موريتانيا كانت إحدى محافظات المغرب، واقتطعها الاستعمار الفرنسى غداة استقلال المغرب، وأضاف كما لو كان يريد تبريرا لتصديقه ما سمع أن وجود موريتانيين بينهم أمير، وجمع من الوجهاء أكدوا له ما قاله ملك المغرب. وأردف قائلا: الآن علي أن أعود إلى الصواب، بعد أن عرفت أننى كنت على خطأ وأعترف باستقلال بلدكم”.

يضيف: فى 16 يوليو 1964، قمت بسفر ملىء بالانفعالات القوية، استقبلنى على أثره فى القاهرة”.. يعترف: “ها أنا فى قاهرة جمال عبدالناصر لأول مرة، والقلب مفعم نضالا ووطنية، ملىء بمعاداة الاستعمار والإمبريالية التى تحاول طحن العرب والأفارقة.. ها أنا ضيفا عليه فى نفس الظروف، وبنفس الرتبة مع باقى الرؤساء الأفارقة، إنها لحظات لا تنسى أبدا..واستمرت لقاءاتى معه مرة فى السنة على الأقل” .فى هذا السياق استجاب عبدالناصر لاستغاثة «التدخل لحماية الهوية العربية لموريتانيا”، فأنشأ المركز الثقافى المصرى في “نواكشوط”، ويؤكد خالد غريب، افتتحه “ولد داده” يوم 6 فبراير، مثل هذا اليوم 1964.