إعلانات

"المحيط" تنشر كلمة سعادة السفير الإماراتي حمد غانم المهيري بمناسبة اليوم الوطني الـ48 لدولة الإمارات العربية المتحدة

اثنين, 02/12/2019 - 22:23

ألقى سعادة  حمد غانم حمد المهيري السفير الإماراتي بنواكشوط هذه الليلة خطابا هاما بمناسبة اليوم الوطني الـ48 لدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بحضور وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد وعدد كبير من النخبة الموريتانية.

وفيما يلي تنشر "المحيط" النص الكامل لهذا الخطاب:

 

معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون..

أصحاب السعادة السفراء..

السادة ممثلي الأحزاب والإعلام والمجتمع المدني..

أيها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على قلب كل إماراتي، وهي الذكرى الثامنة والأربعين  لتأسيس الإمارات العربية المتحدة، فقد أشرق فجر الاتحاد في مثل هذا اليوم من عام 1971 وبدأت خطوات رحلة دولتنا الواثقة والمظفرة نحو التقدم والتنمية، لتحقيق طموحها الريادي في كافة المجالات تجسيداً "لرؤية الإمارات 2021" التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات الغالية من أفضل دول العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها.

إن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات تمضي بعزيمة لا تلين في مسيرتها الرائدة، وهي بذلك تعول على سواعد أبنائها وشبابها لمواصلة تحقيق الإنجازات العظيمة للوطن والمواطن.

إن التقدم والتطور والازدهار الذي نعيشه اليوم في دولة الإمارات تواكبه سياسة خارجية متوازنة قائمة على نهج الاعتدال وقيم الحق والخير والعطاء الإنساني والتسامح، فالإمارات العربية المتحدة أضحت أيقونة العطاء الإنساني على مستوى العالم، واستطاعت الدبلوماسية الإماراتية بفضل رؤية القيادة الرشيدة بناء جسور من علاقات الأخوة والصداقة مع دول العالم .

 ففي كل عام يحتفل فيه الإماراتيون باليوم الوطني في الثاني من شهر ديسمبر يلمسون ما حققه الوطن من إنجازات تنموية كبيرة خلال العام السابق، وما يتطلع إلى تحقيقه خلال العام القادم، في إطار رؤية تنموية شاملة لا ترضى إلا بالصدارة وتهتم بالحاضر والمستقبل، وتخوض غمار المنافسة في مضمار التنمية بكل ثقة، اعتمادا على التخطيط السليم وإنتاج المعرفة والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة على أنها أهم ثروات الوطن والاستثمار الحقيقي له.

ولعل من أبرز هذه الإنجازات إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام 2019 عاماً للتسامح، في دولة تعيش في ربوعها أكثر من 200 جنسية مختلفة في جو من الانفتاح، والاحترام المتبادل والتعايش المبني على مبدأ التسامح .

 والشاهد على ذلك زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات، وتوقيعه مع شيخ الأزهر وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك،  في خطوة تكرس رؤى الدولة الرامية إلى بث روح التسامح  في المجتمع، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة.

وجاء هذا العام أيضا ليكرس رؤية الشيخ زايد –رحمه الله- الذي آمن- منذ تأسيس الدولة- بأن نهضة المجتمع تتحقق بتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها وإفساح المجال لها لتشارك الرجل في بناء هذا الوطن، وعليه فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان توجيهاته، هذا العام، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة، بوصفها صاحبة معارف ومهارات وخبرات وطنية واجتماعية وإنسانية يُعتدّ بها.

وكان من أبرز إنجازات هذا العام ما حققته الدبلوماسية الإماراتية من تقدم لافت خلال السنوات الماضية على صعيد قوة جواز السفر الإماراتي، والذي استمر في تعزيز صدارته في المركز الأول حسب مؤشر "باسبورت أندكس"، وحصْد المزيد من الإعفاءات من التأشيرة ليرتفع رصيده إلى 177 دولة تسمح لمواطني الإمارات العربية المتحدة بدخول أراضيها بدون تأشيرة.

أما على صعيد اهتمام دولة الإمارات بالتكنولوجيا المتقدمة، فقد أولت الإمارات العربية المتحدة اهتماماً خاصاً بتطوير ودعم التقنيات الحديثة، وأعلنت في هذا العام  عن تأسيس "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، وهي أول جامعة من نوعها للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تمكين الطلبة من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.

ولم تألُ دولة الإمارات جهدا في تمكين الشباب، ولا أدل على ذلك مما شهدناه من دعم ومؤازرة من قيادات الدولة لهزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي يزور وكالة الفضاء الدولية، والذي أصبح  مصدر إلهام للكثيرين من الشباب الإماراتي في مجال التكنولوجيا.

ولابد هنا من الإشارة إلى أن دولة الإمارات تبوأت مراكز متقدمة حول العالم فى مؤشر الشعور بالأمن والاستقرار، ما أَهّلها لكي تصبح مركز جذب هام لكل المبدعين وأصحاب المواهب، الساعين إلى البحث عن بيئة تدعم تميزهم الثقافي والإنساني، وتقدر عطاءهم الفكري.

  كما لا يخفى على أحد أن دولة الإمارات كانت دائماً سباقة إلى حمل رسائل السلام ومبادرات التعاون إلى العالم أجمع، وهي من أجل ذلك كانت حريصة كل الحرص على بناء علاقات ودية، ورفيعة المستوى مع مختلف دول العالم.

وهذا ما أهلها للفوز في استضافة المعرض الدولي إكسبو 2020 دبي، الحدث الأول في العالم لعرض الإنجازات البشرية في مجالات عدة، بمشاركة أكثر من 200 دولة وشركة ومنظمة ومؤسسة تعليمية. ويؤكد هذا الحدث العالمي قدرة دولتنا على جمع العالم في بقعة واحدة، ويكرس ما حققته الدبلوماسية الإماراتية في تعزيز العلاقات الثنائية مع معظم بلدان العالم.

وفي هذا السياق لا بد من الإشادة بعلاقات الأخوة والصداقة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية والتي وصلت في الآونة الأخيرة إلى أرقى المستويات بفعل الإرادة السامية لقائدي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وقد ترجمت إرادة القيادة الرشيدة للبلدين على أرض الواقع، فتم تفعيل وتطوير التعاون الثنائي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، ولا شك أن المستقبل حافل بالمشاريع المشتركة التي تسمو بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات تناسب حجم الأواصر والمحبة التي يتقاسمها الشعبان الشقيقان..

 

أيها السادة والسيدات

لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نشكر الله سبحانه وتعالى، على ما أنعم به علينا من قيادة رشيدة لا تدخر جهداً في سبيل رفعة الوطن وتحقيق رفاهية وسعادة المواطن والمقيم.

فكل عام والإمارات العربية المتحدة في تقدم وازدهار دائمين.