إعلانات

شهادات في حق اللواء سيدي بابا الحسن

خميس, 07/11/2019 - 08:58

حافظ القرآن وخادم الأوطان

 

طالما تفاديتُ أن أكتب في هذا الصدد لعدة أسبابٍ من بينها أن هذا الرجل الذي سأتحدث عنه هو "أبي"، 
فربما حُمِل قولي على غير شاكلتهِ ونُظِرَ إليه بعين المبالغة والانحياز البيولوجي، فحبُّ السُلالة والذي يُسمّى بــ"Storgē” هو ميْلٌ عاطفيٌّ فطريٌ صادرٌ عن تقييمٍ تنزيهيٍّ وغير موضوعيِّ في غالب الأحيان، هذا على الأقل من زاوية من يقرأ هذا الكلام ولم يعرف الرجل كما عرفته عن قربٍ. ورُبّما حُمِلَ على أنه تفاخر بالأهل، ولا بأس كبيرا في ذلك، إلا أن القرابةَ لا تعني الكثير إذا لم تصاحبها قيمةٌ فاضلةٌ:  "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ".
لكن وأما وقد تقارعتِ الأقلام في كل حدب وصوب في بيانِ فضلهِ والشهادة له بالخير، وجدتُ أنه يحقُّ لي -كما حقَّ لغيري- أن أدلي برأيي في هذا الرجل "المعروف" و ببعض ما خَبَرْتُ أنا شخصيا منه، متحريًّا في ذلك الدقة والصدق والموضوعية التامة والله على ما أقول شهيد.
سيدي ولد باب الحسن رجل موسوعيٌّ، 
حفظ القرآن في باكر السنِّ وسبرَ أغوار العلومِ الشرعيةِ وجالسَ -ولا يزال- العلماء والفقهاء، و لم يكن يقل شؤاً عنهم على أغلب الأصعدة المعرفية.
رجلٌ ذكيٌّ مهمومٌ بكل شيءٍ حوله ويكاد لا يفوّت صغيرةً ولا كبيرةً تمرُّ على بصره أو سمعه إلا وأرهقها تحليلاً وبياناً وميَّزَ بين غثها وسمينها وبين خبيثها وطيبها من خلال نظرة ثاقبة لا يكاد يشوبها هوًى.
أحبَّ الأدب والشعر واللغة وقدَّرَ أهلها وجَمَعَ الدواوين، وامتلكَ ذائقةً أدبيةً وحِسًّا نقدًيا وذائقةً مُرْهفةً رُغْمَ طبيعة عمله (كرجل أمن) وبُعدِها عن هذا المجال، مُوازناً في ذلك بين متَانَةِ الصرامةِ ولَدَانةِ العاطفةِ ، فكان بذلك أديب المفوضين ومفوض الأدباء.
اهتم بشتى أنواع المعرفة من طبٍّ وفلسفةٍ واقتصاد وسيايةٍ وغيرها، فيرُجِعَ إليه في كل شائكة ولو تضمنت كل تلك العلوم لينظُرُ فيها نظرة شمولية وحادّة جدّاً في الآن ذاته.
يعرِفَ وطَنَهُ معرفةً عميقة وواسعة، بكل أبعاده الجغرافية والتاريخية والثقافية والإجتماعية.
إلى جانب معرفته، امتلك الرجل بصيرةً وقريحةً حادتينِ وذاكرة لم أرَ في غيره مثلها، فتبارك الله أحسن الخالقين. 
وللرجل أخلاقٌ لا يدرك حدودها ولا يقدرها حق التقدير إلا من امتلكا شيئا من جنسها : « لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل »
شاهد الحق: إن دخلتَ في نزاعٍ  لا تنتظر أن يشهد  لصالحك إن لم تكن على حق ولو كنت أقرب المقربين إليه، وإذا شِهِدَ لك بشيءٍ إعلم أنه حقٌّ. 
قاضي الحاجات: لا يألوا جهدا في إعانة كل من جاءه في حاجة، وإن عاهَدَ صدَقَ. 
ومن أدق ما قيل فيه في هذا الصدد قول الأديب أحمد سالم ولد يونس: 
وانَ جيْتو قطْعاً فامْجيهْ
عنّي صبْعي ما عظّيْتُ
ذاكَ اللي كاملْ درْتْ اعليهْ 
من شي صالحْ شُورو رَيْتُ
ما سگراني عنو راعيه
وامنيْنْ اطلبني سگريتُ 
واطلبْني نَسْتَرْ شي عاطيهْ 
حزْت اعلَ سرّو وافْشيْتُ
واطلبني عنّي ما نسميه 
اگعَدْتْ افْحارة واسميْتُ
واطلبني عنّي لغْنَ بيهْ
انخليهْ ءُلاَ خلّيتُ
واطلبني عني ما نحْكيهْ 
أُگفْتْ املّي واحكيْتُ
المحقق: من الطريف أنك إن كنت في حضرته فعليك أن تحرص كل الحرص على أن لا تتناقض فيما تقول أو تفعل "ولو بعد دهور"، فهو معك يضبط كل حركاتك وسكناتك، فإن كنت في حضرته يُستحسن أن تتفادى الخداع والكذب لأن ذلك وبكل بساطة "ما يمرشي فيه".
المربّي: هو المربي المثالي والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، فمن يعاشره عَدَاهُ بنظرته الإيجابية للأشياء وطموحه العالي في تحقيق الغايات النبيلة والأحلام.
يطول الحديث عنه ويعرض، ولكن إذا حاولت أن ألخصه باقتضاب قلت: هو الصالح التقي مُعَمّرُ بيتِ الله، العابد الزاهد المنفق العارف الحكيم الطاهر الصدوق المتواضع، حَسَن الخلُقِ والخلْقِ المتحضّرُ والأنيق ورجل القانون المثابر المدقق الذي لا يَظْلم ولا يُظلمُ عنده أحدٌ:

علمٌ وتقوى واتِّئادٌ وهِمَّةٌ
وحجًى ورأيٌ واتِّزانٌ مُرْهَفُ

الناس تشرُف بالمناصب رِفْعَةً
وبك المراتب والمناصب تَشْرُفُ

هذا هو سيدي ولد باب الحسن كما عرفته.

 

ثقافة عالية وذكاء متقد 

شكل تحويل المفوض الإقليمي سيدى ولد باب الحسن من إدارة أمن الدولة (الأمن السياسي) سانحة للعديد من الشعراء والكتاب للإشادة بخصاله والتنويه بنواله الذى سارت به الركبان، يرجع ذالك فى جانب كبير منه لكياسة الرجل ورجاحة عقله وثقافته العالية وذكائه المتوقد ودماثة خلقه وتواضعه الجم الذى أسر كل من عرفه عن قرب، سيدى من طراز لايزيده المنصب والإمتياز كما لا تزرى به الإحالة والتقاعد، خدم كضابط فى سلك الشرطة الوطنية عقودا من الزمن فما ترك من الذكر إلا أطيبه ومن الثناء إلا أحسنه،إئتمن فأدى وقدر فعفى وملك فأسجح، ألسنة مرؤوسيه لاهجة بسماحته وطيبته الطافحة ولين عريكته وصفاء قلبه، أشاع تعيينه إذ ذاك على إدارة الأمن جوا عاما من السكينة والإرتياح والطمأنينة تحسها لدى كل من اكتوى بنيران أسلافه المتعاقبين على نفس المنصب، سيدى لم يسلم مطلوبا موريتانيا لدولة أجنبية تسومه سوء العذاب ولم يشرف فى الليالى الطوال على تعذيب مساجين الرأي ولم ينتزع اعترافاتهم قسرا بانتزاع أظافرهم، ولم يلفق لهم تهما جزافية ولم يحقق معهم بتوحش وسادية،يذكره المشتبه بهم بكل خير، سرح مظلومهم وفك عانيهم وخفف عن أسيرهم، مشاغله الجمة لم تشغله عن التحصيل العلمي حيث حصل على شهادة الدكتوراه فى الشريعة الإسلامية بعد أن تحصل على شهادة الماستر فى التخصص نفسه،ولاغرو فالرجل ليس نشازا ولا نبتة غريبة فى محيطه وبيئته فهو سليل أسرة علمية عرفت بالورع والصلاح، والده سيد محمد له كرامات شهيرة منها الكشف والحمية الإلهية" التژبه"،، لكأن الشاعر يعنيه حين قال:.

  مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق* ولا مغرب إلا له فيه مادح.

محمد علي عبد العزيز

 

ولد باب الحسن: الحق- الضمير – الإستقامة – وحب الوطن

 

قد يغفل الكثير عن بعض الحقائق والأعمال الكبيرة التي يقوم بعض جنود الخفاء المخلصين لهذ الوطن.
المفوض المراقب : سيدي ولد باب الحسن واحد من أولئك القلائل الذين لن نتمكن من حصر مناقبهم ولاعد خصائلهم ليس علي المستوي الإداري والعملي الفني بل علي الصعيدين الإجتماعي والسياسي .نعم لقد زاوج الرجل بين خدمة الوطن التي تفرض اليقظة والحرص والعين الساهرة وبين التجربة التي تراكمت عنده منذ إنخراطه في سلك الشرطة، لتولد تجربة قوامها اللباقة والحنكة والوطنية بلا مزايدة.
ورغم حساسية الوظيفة ودقة الظرفية التاريخية التي يشهدها العالم بأسره وبلادنا بصفة خاصة فقد ظل سيدي ولد باب الحسن صافيا من كل الشوائب التي عادة ما تصاحب من يتقلدون مثل تلك المناصب.وهكذا كانت حماية الحوزة الترابية وإشاعة جو السكينة هدفان تكفل ولد باب الحسن بتوفيرهما لكل مواطن علي اديم هذه الأرض الطاهرة.إن جميع الإستراتيجيات الأمنية التي أتبعت في العشرية الأخيرة كانت معالم مدير الأمن السياسي فيها واضحة وجلية من حيث الخطط والمتابعة لأنه يدرك جسامة الأخطار التي تحدق بوطن تتكالب عليه المكائد محاولة ضربه حتي في وحدته الوطنية.ليس سيدي ولد باب الحسن بذلك الرجل الذي يحاول بعض أعداء النجاح والتميز تسويقه ببعض الشائعات التي تتنافا مع ثقافته ونشأته التي كان قوامها : الدين والوطن .اما علي المستوي الإجتماعي فقد ظل حصنا منيعا وأسدا يذود عن كل فئات مجتمعه متصديا لكل محاولات الشرخ التي حاولها بعض الحاقدين .
نعم لقد فعل كل الممكن ولكن في سرية تامة لأن سلطان الواجب وقوة الضمير هما من يحرك قيم الرجل وليس التباهي والمن .وسيذكر التاريخ رغم كل محاولات التشويه وفي صفحاته التي لن تندثر ان رجلا عظيما خدم ذات يوم وطنه وستتدارس أجيال المستقبل أن ولد باب الحسن كان وبعبارة أخري: الحق- الضمير – الإستقامة – وحب الوطن.