إعلانات

لماذا اسرائيل الشرقية نمر من ورق ؟ / صلاح المختار

جمعة, 11/10/2019 - 02:25

الغصن ينبت غصنا حين نقطعه والليل ينجب صبحا حين يكتمل
ستمطر الارض يوما رغم شحتها ومن بطون المأسي يولد الامل
البرودوني شاعر اليمن الاكبر
انتفاضة تشرين الوطنية هدمت عرش نظام الملالي، خصوصا الذي بني في العراق منذ عقود وصرفت عليه اسرائيل الشرقية مليارات الدولارات واغلب جهود نشر ردتها الظلامية، لانها قد حققت النتائج التالية :
1-لم تعد لاسرائيل الشرقية حاضنة شعبية لها وزن في العراق بعد ان انتفضت جماهير الجنوب والتي اعتبرتها حاضنتها وقوتها البشرية الاساسية في استعمار العراق وتحويله الى منصة انطلاق لغزو باقي الاقطار العربية،فالملايين التي هتفت (ايران برة برة بغداد حرة حرة) هي القوة البشرية الجنوبية ومن ليس له حاضنة يصبح كاللص الذي يهرب فلا يجد من يخفيه او يطعمه.
2-الدم الذي سفك من اكثر من 400 شهيد عراقي ومن اكثر من 10000 الاف اخرين صار حافز ثأر عام ولن تمحوه الوعود فلقد غيب رصاص القناصة الفرس والحشد مئات الشباب وهم في ربيع اعمارهم ومن المستحيل على اهلهم واصدقاءهم نسيانهم والتعافي من لوعة فراقهم ،اما الجرحى فان جراحهم ستبقى جرسا يذكرهم دائما بان اسرائيل الشرقية هي العدو الاخطر على العراق،وسيبقى خزين الثأر لدى العشائر التي فقدت زهرة شبابها هو التحدي الاكبر للفرس لاجيال متعددة ، لقد انتهت فترة الامان للفرس في العراق.
3-نغول اسرائيل الشرقية وميليشياتها اصبحت الان تعيش في بيئة معادية بصورة متطرفة وفقدت الامان وصلات الثقة مع الناس الى الابد وتحولت الى طريدة ينتظر الناس الفرص للاقتصاص منها، ولهذا انسحب الالاف من الميليشيات بعد قتلها لمئات العراقيين بلا رحمة والتي تمت بقرارات من خامنئي شخصيا.
4- الميليشيات والحشد ضما عناصر ليست كلها مع اسرائيل الشرقية فهناك من بحث عن عمل فلم يجده واضطر للانخراط فيهما للحصول على المال والان عندما يرى انه مطلوب من قبل اهل الشهداء وعشائرهم وان القانون سيلاحقه غدا سيترك الحشد والميليشيات وينضم للناس المعادين لاسرائيل الشرقية ، وهذا ما يحصل بالفعل الان،كذلك فان عددا كبيرا انضم للحشد والميليشيات بدافع انتهازي او حبا للظهور وحمل السلاح وهذه الدوافع لم تعد تبرر التعرض للموت والحساب ولابد ان يتركوا الحشد .
5-كان العامل الحاسم في التعبئة هو العامل الطائفي حيث كانت الثقافة الطائفية هي عماد دعم الحشد واسرائيل الشرقية والان سقطت الثقافة الطائفية وظهرت اغلبية ساحقة في جنوب العراق ووسطه مؤمنة بان العدو ليس ابن الطائفة الاخرى وانما اسرائيل الشرقية ومن يدعمها اقليميا ودوليا، ومن ينفذ اوامرها داخليا، وهكذا اكتملت شروط نهضة العراق وتحرره ومقدمة ذلك هي هتاف الملايين من اربيل الى البصرة ( هذا البلد ما نبيعة – اخوان سنة وشيعة ) .
5-تذكروا ان اسرائيل اسرائيل الشرقية اوهى من بيت العنكبوت، فهي خليط متنافر من القوميات التي استعمرتها القومية الفارسية والتي لايزيد عددها عن 30 % من مجموع السكان ولهذا تعتمد سياسية العصا الغليظة لاخماد الانتفاضات القومية التحررية فيها ، كما ان الفساد واستنزاف القومية الفارسية ماديا ومعنويا جعل الفرس ليس لديهم الاستعداد للتضحية بالنفس من اجل حكام فاسدين ، ولهذا لايقاتل الفرس بحماس وطني، وبناء عليه فان جيش اسرائيل الشرقية لن يقاتل واذا قاتل سيهزم بسهولة امام العراق ونتيجة لهذه الحقيقة نرى خامنئي يجند العرب لخوض المعارك لصالحه ويتجنب زج جيشه في المعارك والازمات،واي حرب قادمة سوف تشهد هزيمة فضائحية لاسرائيل الشرقية .
الخلاصة: اسرائيل الشرقية انكشفت اهدافها الاستعمارية بالكامل،ولم تعد تملك ادوات النصر والتوسع الاستعماري وانتهت مرحلة اعتمادها على العرب في استعمار اقطارهم بعد ان ثبت بالادلة واخرها ابادة قاسم سليماني لاكثر من 400 شيعي عربي عراقي وجرح الالاف وهو جرس انذار لباقي الشيعة العرب . وبما ان الفرس لايقاتلون خارج حدودهم فان شمس المشروع القومي الفارسي الاستعماري تغرب بعد ان فقد العنصر البشري وهو الشرط الاهم للتوسع ، وما علينا الا الاستعداد لدفنه. النصر للعراق والامة العربية والموت للاستعمار الفارسي .
[email protected]
10-10-2019