إعلانات

قتلى ومئات الموقوفين بعد أيام من أعمال عنف ضد الأجانب في جنوب أفريقيا

سبت, 07/09/2019 - 21:35

 

نص :فرانس 24تابِع

خلفت أعمال العنف المناهضة للأجانب في جنوب أفريقيا والتي اندلعت الأحد مقتل سبعة أشخاص وتوقيف نحو 300 آخرين، في حادث ليس الأول من نوعه وأثار تنديدا وغضبا في أكثر من دولة أفريقية أبرزها نيجيريا، زامبيا، زيمبابوي، وبوتسوانا المجاورة.

إعلان

استتب الهدوء الأربعاء في شوارع جوهانسبورغ أكبر مدن جنوب أفريقيا وسط مراقبة أمنية مشددة، وذلك بعد ثلاثة أيام من أعمال شغب ضد الأجانب خلفت سبعة قتلى وأثارت غضبا وقلقا في القارة الأفريقية.

ومنذ بداية أعمال العنف الأحد تم توقيف نحو 300 شخص، بحسب الشرطة. كما دمرت عشرات المتاجر وتم إحراق شاحنات يشتبه بأن سائقين أجانب كانوا يقودونها.

وفتحت المتاجر أبوابها من جديد، ولو بشكل محدود، وسط جوهانسبورغ ومنطقة ألكسندرا التي شهدت الثلاثاء أعمال شغب عنيفة، بحسب مراسلين. وشوهد بعض السكان وهم يفتشون بين أنقاض متاجر لجمع مواد غذائية أو صفيح.

وصباح الأربعاء، جدد الرئيس سيريل رامافوزا تنديده بالعنف الذي اندلع الأحد في جوهانسبورغ قبل أن يمتد إلى العاصمة السياسية بريتوريا وفي مقاطعة كوازولو-نتال (شرق).

وصرح رامافوزا قبل اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الأفريقي في الكاب (جنوب غرب) حيث يتوقع الجمعة حضور 15 من قادة الدول والعديد من رجال الأعمال، "إن التعرض للأجانب ليس سلوكا جيدا". مضيفا "نرحب بالجميع في جنوب أفريقيا".

والثلاثاء، أطلقت شرطة جنوب أفريقيا الرصاص المطاطي في جوهانسبورغ لمنع حصول أعمال نهب جديدة بعد ليلة من أعمال العنف المناهضة للأجانب حيث تم إحراق متاجر فيما اعتبر رئيس البلاد هذه الأعمال "غير مقبولة على الإطلاق".

وتشهد جنوب أفريقيا منذ مساء الأحد موجة جديدة من أعمال العنف ذات الطابع المناهض للأجانب.

غضب في ربوع القارة!

وأثار تصاعد العنف قلقا وغضبا في العديد من البلدان الأفريقية التي لديها كثير من المهاجرين في جنوب أفريقيا. وفي نيجيريا تم تعزيز الرقابة حول المصالح الجنوب أفريقية وذلك بعد دعوات للمقاطعة والعنف.

والأربعاء انتشر عشرات من عناصر الأمن بالمركز التجاري جابي لايك في وسط العاصمة أبوجا التي تضم متجرا كبيرا تابعا للعلامة الجنوب أفريقية شوبرايت، وراقبوا مرور موظفي المتجر بعناية، بحسب مراسلين.

وكان بعض الأشخاص قد حاولوا الثلاثاء تخريب متجرين لهذه الشبكة في العاصمة الاقتصادية لاغوس.

وندد العديد من الفنانين النيجيريين بينهم دافيدو وتيني وتيوا ساواغ وبورنا بوي، بأعمال العنف ضد الأجانب في جنوب أفريقيا. وقال النجم الأفريقي بورنا بوي "لن أزور أبدا جنوب أفريقيا حتى تستفيق حكومتها".

وأعلنت شركة "إم تي إن" الجنوب أفريقية للاتصالات إغلاق متاجرها بشكل مؤقت في نيجيريا كإجراء احترازي.

توتر دبلوماسي واحتجاجات!

وأعلنت وزارة خارجية جنوب أفريقيا الخميس أن بريتوريا "أغلقت مؤقتا" بعثتيها الدبلوماسيتين في نيجيريا بعد تلقيها "تهديدات" بعمليات انتقامية ردا على أعمال العنف التي استهدفت أجانب. وقال الناطق باسم الخارجية لونغا نغيغيليلي "تلقينا معلومات وتهديدات من نيجيريين وقررنا أن نغلق موقتا" سفارة جنوب أفريقيا في أبوجا والقنصلية في لاغوس.

وازداد التوتر الدبلوماسي بين الدولتين مع إعلان نيجيريا مقاطعتها للمؤتمر الاقتصادي العالمي حول أفريقيا في كيب تاون، والذي كان من المتوقع أن يحضره نائب الرئيس النيجيري يامي أوسينباجو.

والثلاثاء استدعت نيجيريا سفير جنوب أفريقيا لإجراء محادثات، وقالت إن الرئيس محمدو بخاري سيرسل مبعوثا إلى رامافوزا للإعراب عن استيائه.

من جهتها، أعلنت منظمة العفو الدولية أن الهجمات على الأجانب في جنوب أفريقيا استهدفت "فئة ضعيفة"، معتبرة أنها نتيجة مباشرة لـ"سنوات من الإفلات من العقاب والإخفاقات في النظام القضائي الجنائي".

وفي زامبيا تظاهر ألف طالب الأربعاء أمام سفارة جنوب أفريقيا في لوزاكا تعبيرا عن غضبهم ورفعوا لافتات كتب عليها "لا لكراهية الأجانب". كما وألغت زامبيا مباراة ودية في كرة القدم كانت مقررة في لوزاكا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبلهجة عنيفة دعا رئيس زمبيا إيدغار لونغا جنوب أفريقيا إلى "وضع حد لهذه المجرزة" قبل "أن تتحول كراهية الأجانب هذه إلى إبادة واسعة النطاق".

وندد نظيره في زيمبابوي إيمرسون ماناناغاغوا "بكل أشكال العنف التي تغذيها الكراهية" مشيدا في المقابل "برد فعل السلطات الجنوب أفريقية السريع" سعيا لعودة الهدوء. كما دعت بوتسوانا وهي أيضا محاذية لجنوب أفريقيا مواطنيها في هذا البلد إلى التزام "أقصى درجات الحذر".

ليست أول مرة!

وتعتبر جنوب أفريقيا أكبر قوة صناعية في القارة، وتشهد بانتظام أعمال عنف بحق أجانب يؤججها تنامي الفقر والبطالة.

ففي 2015 قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب استهدفت متاجر يملكها أجانب في جوهانسبورغ ودوربان (شرق). وفي 2008 خلفت أعمال شغب على خلفية كراهية أجانب 62 قتيلا.

وقتل عشرات من سائقي الشاحنات منذ مارس/آذار 2018، في هجمات استهدفت أجانب، بحسب تقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش أواخر أغسطس/آب 2019.

 

فرانس24/ أ ف ب