إعلانات

عن محمد الحسن ولد لبات..

ثلاثاء, 30/04/2019 - 14:48

لم يجل في خلد أي من ساكنة  واد الناقة أن الوليد الذي  ابصر النور ذات ربيع في  الخمسينيات من القرن العشرين  و الذي ترعرع في مضارب الأهل بين كثبان واد الناقة و تلال لبيرات و شب على ما ينشأ عليه ناشئ الفتيان في تلك الحاضرة العلمية التي أنجبت الحسن ولد زين و يحظيه ولد عبد الودود أنه بميلاده ستحلق واد الناقة نحو العالمية فترتحل حنينا و شوقا و مُثُلًا بين جناحي طائر سنونو الصحراء الباحث الذي لا يكل عن العلم و المعرفة  فلا يكاد يرتوي من نبع علم حتى تطبيه شوارق بوارق علوم في أماكن أخرى فيحدو عيس المعرفة خببا و ذميلا .
درس في وطنه  فكان الأول وطنيا  على  دفعته في  البكالوريا و ارتحل الى باريس ليزاحم الطلاب الفرنسيين المنكب بالمكنب و الساق بالساق في حلبات المعرفة  فحاز السبق و أحرز الشأو 
في فرنسا أدرك ابن الصحراء "أن ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻠﻜﻤﺎل فعليًا، ﻻ ﺣﺪود ﻟﻬﺎ".
فسعى له سعيه و لم يرض إلا أن يكون غزير العلم، كامل المعرفة، تام الأخلاق ،جواد الكف ،ساع في خدمة الوطن و المواطن .
و لأن التعليم هو ركيزة بناء المجتمعات و أسس قيام الحضارات انخرط الفتى اليافع بذهن متقد ،و حماس مشتعل، و همة لا تعرف اليأس ،في التعليم الجامعي أستاذا في جامعة انواكشوط التي سيرأسها لاحقا فتحولت في أيامه إلى خلية نحل لا تعرف السكون، و لا التثائب ،فشجع البحث العلمي، و أقام الندوات، و طور المناهج، و صقل المواهب ،فكان خريجو تلك الحقبة من أكثر أبناء البلد كفاءة و ثقافة فمنهم من خدم البلاد و منهم من هاجر ليجد أنه قادر على المنافسة في سوق عمل تجبى إليه ثمار كل جامعة من كل بلد فتقلدوا الوظائف العليا في الآداب و الصحافة و الاقتصاد و القانون في كل أقطار الدنيا مِن الخليج شرقا حتى نيويورك غربا .
ترأس الدكتور محمد الحسن الدبلوماسية الوطنية وزيرا للخارجية ثم بعد ذلك خدم البلد سفيرا في اثيوبيا و جنوب افريقيا فكان صوت موريتانيا الندي في المحفل الأفريقي و وجهه القانوني الناصع في الاتحاد الأفريقي و الهيئات المنضوية تحته ثم أستاذا محاضرا في الجامعات الفرنسية و الأوربية  و الامريكية و العربية   ثم مديرا اقليما في المنظمة الدولية للفرنكفونبة و خبيرا دستوريا لدى الأمم المتحدة مكلفا بالقيام على الدستور اليمني و كان في كل محطاته الوظيفية يخدم بلاده بفكره الرصين و خبرته القانونية الفذة فكان وجوده حملة علاقات عامة لموريتانيا استفادت منه ما لم تكن لتصل إليه إلا بشق الأنفس .

يقول فيه الشاعر المفلق العملاق  الرجالة ولد الميداح 

الشغل فالخارج واعمال=:=الثقاف والسياس
والبعد وكثرة    لنشغال=:=محمد الحسن بكياس
ول ابات امعاهم مزال =:=يعرف ذاك ال يتواس

 

المختار  ولد إبراهيم السيد