إعلانات

تعود جذورها إلى نحو أربعة عقود... حكاية البرلمان العربي للطفل طريق معبد بالأحلام والعمل الجاد والثقة بالمستقبل

جمعة, 19/07/2019 - 18:13

البرلمان العربي للطفل الذي يعقد جلسته الثانية يوم الرابع والعشرين من يوليو الجاري، لانتخاب رئيس ونائبين، ولجان دائمة تعمل على مدار الدورة البرلمانية الممتدة لسنتين، تناقش وتبحث وتعتمد توصيات، ومن ثم ترسلها عبر الأمانة العامة وتتابعها بكل دقة وأمانة، إلى جامعة الدول العربية، يحكي قصة مشوقة ومشوار في طريق معبد بالأحلام والعمل الجاد والثقة بالمستقبل، بدأت عملياً منذ العام ١٩٨٢، حيث نقاشات ميثاق الطفل العربي التي سبقت بسنوات اشتغالات الأمم المتحدة بخصوص حقوق الطفل في العام ١٩٨٩، ومحطة أخرى في مطلع تسعينات القرن الماضي، وصولاً إلى العام ٢٠١٠ عندما اجتمع القادة العرب في ليبيا، "قمة سرت"، ليجمع القادة على الإعلان عن ميلاد أول مؤسسة إقليمية برلمانية على مستوى العالم تعنى بالطفل، حيث اتفق القادة على ميلاد البرلمان العربي للطفل، وطوال السنوات السابقة كان هناك اشتغال حقيقي عميق إلى أن تم الإعلان عن البرلمان بكامل قيافته التي تطل على مستقبل منير وضاء، وقدمت الشارقة هديتها المتوقعة إلى أحدث مؤسسات الجامعة العربية "البرلمان العربي للطفل"، مقراً، هو أول مقر للجامعة في دولة الإمارات.

 

وفقاً لسعادة الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، أيمن عثمان الباروت، فإن الشارقة التي تستضيف الجلسة والبرلمانيين العرب، تمتلك رصيداً كبيراً في عالم الطفل وحمايته وحقوقه وتنشئته، ولديها تجربتها البرلمانية المميزة الخاصة بالطفل، "شورى أطفال الشارقة"، ولا مبالغة في القول إن خلف هذا المشروع الشارقي الكبير شخصية استثنائية، صاحب السمو حاكم الشارقة، وفي الجلسة الأولى للبرلمان التي حضرها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وممثلو البرلمان العربي للطفل من ١٤ دولة عربية، في ٧ أبريل الماضي، تحدث سموه إلى الأطفال عن أهمية ومكانة البرلمان اليوم وغداً وفي المستقبل المنظور والبعيد، وأن الأمل معقود على هؤلاء الأطفال، بُناة المستقبل الحقيقي، وقدم لهم زاداً يؤهلهم أن يخوضوا غمار المستقبل بثقة وطمأنينة.

 

ويتابع الأمين العام، قائلاً: تعتبر استضافة البرلمان العربي للطفل بإمارة الشارقة أحدث خطوة من الخطوات التي سبق بها صاحب السمو حاكم الشارقة الدول العربية، حيث كانت لديه مجموعة من البرامج والأنشطة والفعاليات المتعلقة بالتأسيس، منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى استضافة البرلمان العربي للطفل، من بينها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، وملتقى أطفال العرب، وشورى أطفال الشارقة، وشورى شباب الشارقة، والشارقة صديقة للأطفال واليافعين، بالإضافة إلى كثير من المؤسسات المعنية بشأن الأطفال، وآخرها وأحدثها استضافة البرلمان العربي للطفل ليكمل مسيرة سموه في رعاية الأطفال باعتبارهم ركيزة أساسية في صناعة المستقبل، وضمان حماية المستقبل من الأفكار السلبية، على أن يؤسس الطفل تأسيساً علمياً صحيحاً، يقوم على المبادئ والقيم العربية الأصيلة والقيم الإسلامية، ليكون قائداً في المستقبل.

 

البرلمان في سطور

تأسس البرلمان العربي للطفل في العام ٢٠١٠، واكتملت التجهيزات والاستعدادات واللائحة الداخلية في وقت لاحق، ليبدأ ماراثون تأسيس وترسيخ ثقافة برلمانية تمثل عنوان المرحلة الحالية والمقبلة، وجاء المقر في الشارقة تقديراً لرصيدها ودورها وجهودها من أجل الطفل، ودشن البرلمان حاكم الشارقة، والأمين العام للجامعة العربية، وافتتح البرلمان جلسته الأولى في ٧ أبريل ٢٠١٩. أما الجلسة الثانية فتشكل حالة مفصلية مهمة، وعنواناً عريضاً في مسيرة البرلمان، كونها ستشهد انتخاب رئيس للبرلمان ونائبين له، بالإضافة إلى اللجان الدائمة، يوم ٢٤ يوليو الجاري، حيث يدخل الأعضاء التاريخ من أوسع أبوابه، وهم يسطرون بدايات العمل البرلماني الانتخابي، ومعارك برلمانية انتخابية ديمقراطية يسودها التنافس الشريف، والعمل الخلاق بين أوساط الأعضاء.

 

أحدث مؤسسة

البرلمان العربي للطفل إحدى المؤسسات التابعة لجامعة الدول العربية وأحدثها، وقد تكاتفت كل جهود الدول العربية وأجمع قادة العرب على إنشائه، في القمة العربية عام 2010 في ليبيا، لإيمانهم بأهمية الطفل وتنشئته تنشئة صحيحة مبنية على أسس علمية واضحة، وهذا ما يمكن ملاحظته في النظام الأساسي لعمل البرلمان، فمن بين أهدافه تأهيل الأطفال الأعضاء العرب، وتدريبهم على الديمقراطية والشورى وتقبل الرأي الآخر، وثقافة الحوار، وصقل الشخصية، والبحث العلمي، وتأسيس شخصية قوية قادرة على التعامل مع مختلف الظروف سواء في الإطار العربي أو الدولي، وهو عموماً معني تماماً بتنشئة وتأهيل الأطفال العرب، من سن 12 – 16 سنة، وهي فئة عمرية مهمة، وكل هذا مهم ومطلوب ويتم الاشتغال عليه بما يسهم في تأسيس فكر يخدم المجتمع بشكل إيجابي، سواء كان لهم في المستقبل عضويات في برلماناتهم الوطنية في دولهم أو كأصحاب أو قيادات مجتمعية أو سياسية أو حتى فاعلين على مستوى أسرهم، ليكون بذرة لفكر إيجابي لهذا المجتمع، نرى نتائجها في المستقبل البعيد، خلال العشرين سنة القادمة.

 

ما يستحق الإشارة أن الأطفال الذين انخرطوا في مؤسسات الطفل منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، نجدهم فاعلين اليوم في المشهد العام، وليس شرطاً أن يكون هذا الطفل صاحب منصب أو إنسان قيادي وإنما إنسان فاعل بإيجابية في مجتمعه ومحيط أسرته، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن. وبدورنا في الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل، ننظر إلى الأطفال العرب كناتج إيجابي في مجتمعاتهم العربية وحبهم لأوطانهم في المستقبل، وعلى سبيل المثال، المشرفون على أطفال المغرب في البرلمان، كانوا أعضاء في برلمان أطفال المغرب في مراحل سابقة.

 

وأضاف: ننظر للناتج من الطفل العربي بعد أن تنتهي عضويته، في سن 18 سنة، وعلى أبواب التخرج من الثانوية، ويمكن أن يدخل حياته العملية كموظف أو أن يستكمل دراساته الأكاديمية، وننظر إلى ما بعد هذه المرحلة بعد 10 - 15 سنة قادمة، كيف سيكون التأثير وما هو الناتج من هذا الطفل في المستقبل عند البلوغ، نقيم النجاح في ترسيخ المهارات الأساسية التي تعينه، وتساعده على التعامل مع معترك الحياة، العملية والشخصية أو حتى على صعيد مهماته الدولية، وقد بدأنا في البرلمان خطوة خطوة، من إطارنا العربي حتى تكتمل الصورة، في المرحلة الأولى، ونكمل المشوار على المستوى العالمي، حيث أتاح النظام الأساسي العمل خارج الإطار العربي، للتعرف على التجارب المماثلة، وتعريف الآخر بالبرلمان العربي للطفل.

برامج وتجارب

يجتهد البرلمان العربي للطفل في عمليات تأسيس الأطفال البرلمانيين من خلال برامج علمية مكثفة، وبرامج تدريبية والاستفادة من الخبرات العربية، وتعريف وتعارف الأطفال العرب على بعضهم، وتبادل الخبرات غير المباشرة، والتعلم غير المباشر بين الأطفال العرب والأعضاء من خلال الورش، والبرامج الترفيهية، ولذلك وضعنا مجموعة من البرامج من خلال اللقاء الأول في الجلسة الأولى، وفي الجلسة الثانية القادمة ستكون هناك مجموعة من الورش التعليمية، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية الخاصة بالأطفال، لكسر الحاجز أو الرهبة النفسية بين دولة وأخرى، بحيث يكون هناك تواصل وتآلف وتكاتف ومناقشة للأفكار بشكل صحيح. ومن خلال تجربتنا في الجلسة الأولى اكتشفنا أن الكثير من المواهب العربية الواعدة في الكتابة وفي الخطابة، والعمل الإبداعي، تنبئ بمستقبل واعد ومشرق للدول العربية بشكل عام، والدول التي ينتمي إليها العضو بشكل خاص.