إعلانات

في الذكرى 71 للنكبة / د. عبد الله السيد

أربعاء, 15/05/2019 - 12:37

تمر اليوم الذكرى 71 لنكبة فلسطين، والحال تبدو في ظاهرها أسوء مما كانت عليه يومئذ، وقد قرأت كلاما أخشب أسود؛ مؤداه أن الأمة زالت، ولا أمل في استرجاع حق ولا كرامة، وأن المتعلق بآمال حق اللاجئين في العودة، واسترجاع الأراضي المغتصبة بعد النكبة، أحرى تلك التي أدى احتلالها إلى النكبة مريض؛ ينبغي عليه مراجعة طبيب نفسي على الفور.
أقول لأصحاب هذا الكلام أن فلسطين احتلها الصليبيون أكثر من قرنين، وحولوا جميع مساجدها كنائس، وأقاموا فيها مجازر تطهير عرقي دامت بحار دمائها شهورا، وأنها تحررت بعد ذلك، واستعادت مجدها وعزها.
كما أن الأمة شهدت فترات ضعف، وصراع داخلي بين السلاطين، وغزاها المغول والتتار فأبادوا، وأحرقوا، ونهبوا؛ حتى ظن ضعاف الآمال أن لا مخرج من ذلك، ثم استعادت عافيتها، قبل أن يغزوها الصليبيون، ويستعمرها الأوروبيون، ثم خرجت من ذلك رافضة الذوبان، متطلعة إلى استعادة عزتها، ومجدها؛ وبالتالي فلا:
1- استمرار للكيان الصهيوني، وسيأتي اليوم، وأظنه قريبا، الذي يعود فيه من غرر بهم فجاءوا من كل حدب وصوب إلى ديارهم وتتفكك إسرائيل،  أو تأخذ مصير جنوب إفريقيا دولة للفلسطينيين ويمثل فيها اليهود أقلية. أجل هزمت الجيوش العربية سنة 1948، وهزمت بعد ذلك، واليوم يسعى ترامب إلي فرض الأمر الواقع؛ لكن إسرائيل تخاف أسلحة محلية الصنع، محاصرة من كل مكان، وهي عاجزة عن استئصال آلاف من المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
2- استمرار للواقع العربي الراهن؛ فستكتشف الأجيال أنه لا تنمية، ولا عزة، ولا استقرار، في ظل  الدولة القطرية؛ الناتجة عن سياسة البلقنة الاستعمارية. وعما قريب سترجع فكرة التكتلات الإقليمية بفاعلية أكبر، ويتعزز العمل العربي المشترك ضمانا للأمن والتنمية.
3- استمرار للعقلية الاستهلاكية التي تعتمد على الخارج في كل شيء، وتريدنا أن نكون في مستوى عيش الدول التي كانت تستعمرنا، وعندها لا خيار لنا سوى أن نكون لها مستلكين. وما لم نكتشف أن التخلف والجوع والبطالة والحروب الداخلية جرائر السياسات الاستهلاكية المستوردة هذه فسنبقى في ذيل الركب الحضاري.
ولأننا هنا في هذا الركن القصي من الوطن العربي على أعتاب استحقاق انتخابي نقول للمرشحين أن البرامج التي لا تراعي آمال الناخبين وآلامهم، مصيرها عدم الفوز؛ فالمواطن لم يعد غبيا ولا مغفلا، وأنه كما يحس بواقعه المعيش هنا فإن قضايا أمته حاضرة في تفكيره ووجدانه؛ لذلك أنصح من يريد الأصوات أن يتذكر أن القرار الشجاع الذي اتخذه فخامة الرئيس محمد ولد العزيز بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني لن يرضى المواطن من مرشح بأقل منه.